أنت لا تشبهني بقلم أماني الوزير فلسطين


أنت لا تشبهني قلتها بملل وأنت لم تهتم أبدا ...
طريقتك في العيش رتيبة حد الكآبة ...
لهفة قلبك حين رؤيتي لا تصنع في ذاكرتي صخبا ...
أنا المهووسة بالتسوق والقطارات والمطارات والرحلات الطويلة في حواري باريس وطرقات فينا وثلوج موسكو ...
وأنت الكائن البعيد الذي مازال يسكن بيت جده كعفريت يختبء خلف الستائر البيضاء المطرزة بطريقة بدائية وأنا الظل الضحوك الذي يراقبك في شرود المرايا التي تعكس شغفك المخبء تحت نظاراتك السوداء الكئيبة...
أذكر جيدا حين شبهتني بالوطن تارة وبالنوارس المهاجرة تارة أخرى...
وأنت الذي لم تحاول على الإطلاق أن تكون وطني الذي أراقبه خلسة من بين دخان سجائري الكثيف ...
رأيتك مرة تختلس النظر إلى شفتي التي تثير شهوات جسدك نزولا بصدري المنتفخ تحت سوتيان وردي نزولا بالسرة التي لطالما أخبرتني أنها بوابة الروح والأسرار البريئة ثم ...
ثم ماذا !!
هل مازلت تنتظر أن أكمل سرد ما اختلست إليه النظر !!...
أذكرك أيضا وأنت تطيح بزراعيك وتعود تضم قبضة يديك برقة وأنت تشرح طريقة اختياري لفساتين المساء،وملابس النوم المثيرة وشراشف السرير التي تخبء أسرارنا في العتمة بصحبة ضوء خفيف ....
وحده صوت أنفاسك وطريقتك في ابتلاع لعابك الذي كاد يسيل خارج فمك قبل عقلك دون أن تريد ذلك تكشف أسرار خيالاتك بلا مجاز ولا صور بريئة من الشهوة ...
عاصفة جموحك باتت جلية تماما رغم أنك خبأتها بين كفيك حين أشعلت سيجارتك ال LM مهرولا نحو النافذة قبل أن يفضحك زفيرك الممتلء بالشوق...
من فرط لهفتي لأحتواء شغفك أطلقت ضحكة ساخنة بميوعة أصابت ثباتك بإغماضة جفن ورعشة في عقلك كادت أن تكون زلزال في جسدك بمقياس ريختر حين راحت أصابعي تمشط غابات صدرك ذهابا وإيابا حتى خارت قوانا في غرفة الزمن الصغيرة التي تجمعنا دون أن تفرقنا اختلافاتنا في أكبر الأشياء وأقلها اهتماما....
الجميل في الأمر انك ضدي الذي أحببت والذي يثيرني فضول اكتشافه الذي يعتريني من فرطه الصمت مكتفية بمراقبتك كلما رأيتك ماكثا في زوايا حياتي متقبلا كل شرودي وكل جنوني بإبتسامة تخفي خلفها هستيريا غيرتك التي قد تقتنص روح أي عابر يفكر في محاولة اقتراب مني بطريقة بريئة من كل خطايا خيالاتك اللعينة.
أنت لا تشبهني بقلم أماني الوزير فلسطين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.