عنبة بقلم صابر محمد تونس

في فترة وحامها
طلبت أمي من أبي أن يجلب لها عنقود عنب
كان الفصل شتاء ، فكان من المستحيل جلب العنب و لو من الصين ..
لذلك
ولدت بشامة في خدي الأيسر على شكل عنقود 
لم يستغرب الجميع وجودها و لا شكلها ، خاصة أمي
لما تسلمتني من الممرضة قبلتني على خدي و حضنتي طويلا بفرح و حزن مختلطين

كبرت و كبرت معي الشامة ، صارت دالية احتلت نصف وجهي الأيسر
نسي الجميع اسمي و صاروا يلقبونني ب " عنبة "
و انت في الحي و أردت لقائي
اسأل ، قل فقط : أين أجد عنبة ؟
سيدلك على البار نهاية الشارع
نعم ، في البار حيث أشتغل دالية
أقف وراء كنتوار عريض كآلة عصر
آلة العصر بالزر ، و أنا بكلمة : أمي
فبمجرد ان يلفظها النادل أمامي
تنهمر الدموع من عيني اليسرى
حتى يمتلأ الكأس
هكذا :
أمي
أمي :
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

امتلأ النص
هاكم اسكروا .