فاحشة الذاكرة بقلم مروى بديدة سوريا
القلوب المستهلكة بشراهة مرعبة....
القلوب المطعونة بالغياب و النهايات المفاجئة...
تحولت الى غابات لوز و كستناء...
لأنها لا تقوى على افتعال الفأس و الهشيم...
نحن الذين فقدنا شفاهنا مذ أول قبلة مائلة...
لا نقدر أبدا على لفظ الوداع...
تلك الدروب الطويلة التي سلكناها بأقدام حافية
كنا فيها عراة من الظن و الخذلان و المراوغة...
كانت مذبحة و كان الفرح الباهت يأكل رؤوسنا
و لأننا لم نعد نأبه لأحاديث الليل...
و الغرف الزاخرة بالهمس و الموسيقى
و رائحة الشهوة و الفودكا الفاخرة.....
و لأننا أضعنا الشغف في المنعطفات الحرجة...
في السكك الباردة التي لم نخطط لعبورها...
نحن الآن نستقر بعيدا ...
نسكن الأغصان كي يغسلنا المطر دون حساب...
نتعلم المحاباة من الدود
كي نموت بقناعة في التراب الناعم...
أما هذا الحب...
هذا الوجع الأرجواني
الذي يهزم كل الأضواء...
فهو مؤلم جدا...
الى حد الهذيان و الصراخ...
الصراخ الذي يلطخ الجدران بالأسى
و يصنع فاحشة الذاكرة...
فاحشة الذاكرة بقلم مروى بديدة سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: