فكرة غياب بقلم أماني الوزير فلسطين
على الناصية التي سوف تمر بها مسيرتنا الأخيرة في ذلك الطريق أتركني وحلق في الغياب ولا تبالي ...
بتلك الليالي التي قضيناها سهوا في العمر المنسي ...
وكل زجاجات النبيذ التي افرغناها في فيضانات الشهوة الوسطى ...
وكل الشراشف التي لفت اسرارنا واحتوت وابتلعت بين خيوطها الدقيقة ماء شهواتنا في سهراتنا الماجنة ...
لا تبالي ...
بعقارب الوقت التي تكسرت في مداد قبلة لا أعلم كم استهلكنا من الزمن لكي ننتهي منها وكيف أصبحت عناقيد الوقت ناضجة في رخام الشغف ...
لن أحكي عن الكثير ... عن احتوائي لكل عيوبك الخلقيه...
وعن الساعات التي كتبت فيها رسائل بذيئة لكل النساء اللواتي اتهموك بالعجز حين تحدثن عنك بطريقة فظة مع رجالهن العابرين فوق آسرتهم الموحشة ...
وعن طفلك السري الذي ولد بحجر يسكن تجويف صدره...
وعن تلك المرأة التي فركت كعبيها بذات الحجر وراحت تلف المدينة بقدم مثقولة بالندرة...
وعن خطاياك التي ارتكبتها دون أن تعترف بالخطيئة مع خادم بيتك الحبشي تارة ومع العجوز الأعرج الذي كان يترك في صدرك ثقلا وفي جمجمتك شروخات عميقة في الذاكرة ...
تسحقني فكرة غيابك رغم انك مبتذل من زمن قذر ...
فكرة غياب بقلم أماني الوزير فلسطين
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: