حياتنا ..........بقلم ماجد مطرود/ العراق
موسيقى تحرّضُ على الرقص بعكازة
مستعدة دائما للتخلص من زعانفنا,
بشرط ألّا نذوب بعيدا عنها
حياتنا مسافة في الغياب تمنعنا من الظهور في المقابر ، تغرقنا في الرمال بلا نافذة,
وتذوّبنا في الجليد دون حنين..
مغيّبون نحن حتى في هوائها
حياتنا دائرة تزحف باربعين بطنا
أنها أطالس تضيع بعوامل التعرية
ولها قميص بلا ازرار،
وحذاء بكعبٍ نازلٍ في الاعماق..
هي أضيق من عبارة
وأصغر من قلوب أولادنا الغرباء
هي أفلام صامتة تضجّ بالحركة
وهي نزيف يوجعنا على الدوام
حياتنا ..
لا تسقط في الهوى إنما يهوي الهوى فيها
ونحن المغرمين بها هواة..
مقيدون بها بلا وقت, وطيبون معها بلا نكهة
حياتنا صور مكرّرة لكنّها مذهلة
هي مركّبات هلامية على هيئةٍ آدمية
تعرضها القنوات الفضائية بطريقة فجّة
ملثمون, ملتحون, ملحدون, وعراة
هذه هي حياتنا
دخان يرشه البعوض في الرئتين،
وأنابيب من زجاج
تنفخ الحيامن في الخصيتين
هي قطرة من خلايا أنبياء يكرهون الخلق،
وهي كلمةٌ ليس لها بدء, تفرُّ بجلدها
لتنجو من قائلها
حياتنا ..
شياطين بهيئة عسسٍ مسلحين بالخطايا
روؤس بعيونٍ جاحظة تدور في الطرقات
وبركٌ من دمٍ فاسد تفوح منها رائحة الشواء
انها أمهات بعباءاتٍ سود يبحثن في المقابر
عن رئةٍ صالحة للهواء
حياتنا .. دائرة غامضة
انشطار على النفس كالأمبيبا
انقسام على الذات كالفصائل
هي كيمياء تحرق القلب
وهي طفل يلعب في النار
حياتنا ضائعة لم تحدد رايتها,
لذلك سقطت أسنانها في المعركة
و سقطت كلّ حروفها من فمها
لسانها ..
لم يكن مخلصا بما فيه الكفاية
لذلك، انسحبت على نفسها
وشيّعَت أغانيها الوطنية
في الخطوط الخلفية للخيانات
انها صرخة بلعت لسانها،
وحرب أطلقتْ رصاصةً في الهواء
وهي جسد مثقوب, أعزل ومتخم بالأسئلة
حياتنا ..
حرف جرٍّ نرتديه بالمقلوب
وحرف علةٍ يضيع بين اللغات
انها كابوس من النسيان
نرتديه زورا ضد الرصاص
حياتنا
أكياسٌ من النايلون المعاد بطريقة سيئة
عنوة نحشر اعمارنا فيها وبسهولةٍ جدا
نسقط في جيوب اخوة ميتيين عليها
حياتنا ..
لا تشبهنا, لا تعاشرنا ولا تتكلم لغتنا المحكية
حياتنا لا تفهمنا ابدا
------
عن ريشة هارمونيكا
2016
حياتنا ..........بقلم ماجد مطرود/ العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: