رأسي الصغيرة بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب


 أحمل رأسي الصغيرة كما شاعر
يحمل فراغه المكور في جيب فارغ، و أدع لجسدي أن يعبر أسماءه التي لم يحفظها.
.
لم تكن رأسي الصغيرة قصيدة تشع بالفرح
و لا أغنية تحبل بالبكاء.لذا لم أطوها بعناية كما منديل يحمل عطر امرأة أتودد إليها.
حملتني في رأسي الصغيرة المكورة كقصيدة جامدة..و تركت لجثتي أن تغني لهذه الملهاة.
.
لم تكن جثتي باذخة السمنة
كانت جثتي نايان قد التقطا بعضهما من شجرة قديمة، لم يحفلا أبدا بمصيرهما.
لم يعرفا أبدا ثقوبا تسيل منها الأغنيات..
كانت جثتي نايان يعتقدان أنهما ولدا من حجر أعرج
و لم أكن باذخ السمنة كما جثة شاعر مهم.
.أحمل رأسي المكورة في جيبي، غير مطوية و لا مكوية
و أضع قدماي الصغيرتين في عرج واحد كي لا يختل وقع الإيقاع في الذاكرة.
كان علي أن أمشي دائما أعرجا كما ذاكرتي
أنا الذي ولدت بلا قدمين و أسماء متعددة.
.
في أحلامي
لم تكن هناك أجراس ضخمة و لا مباريات البيزبول
و لم تكن نشرات الأخبار تتحدث عن قدمي التي كبرت فجأة
دون إذن من شرطة الأخلاق.
في أحلامي
كانت الامور مقلوبة رأسا على عقب..
كما رأسي المكورة و غير المطوية بعناية.
.
رأسي الصغيرة و هي تحلم بحمل العالم
تفعل ذلك مكورة في جيب شاعر لا سجائر هنك تشعل أول عريه..
.لحسن حظي
لست ذاك الشاعر الذي يحمل رأسي الصغيرة المكورة
في جيبه..
لحسن حظي ..
رأسي الصغيرة بقلم عبد الرحيم ناصف المغرب Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.