المشهد الأخير .......بقلم هيثم الأمين / تونس





لا وقت عندي.
لا وقت عندكِ.
فوقتي، المكتظّ بالحزن،
يلتهمني كما يلتهم دبّ قطبي، استيقظ للتوّ من سباته، فقمة نافقة على الشاطئ
و وقتكِ مكتظّ بآخر أخبار العالم، بوصفة جديدة للتسمين و برغيف الخبز
و لأنّه لا وقت لدينا
دعينا نمرّ مباشرة للمشهد الأخير.
غرف النوم الضيّقة كقفص صدريّ يحوي قلبين... لا تعجبني
غرف الجلوس التي يتلصّص، فيها، علينا مذيع الأخبار... لا تعجبني
و الوقت، الغير كافٍ، يتوعّدُنا بالمرور على أصابعنا
فلا داعي 
للمصافحة
للكلمات الأولى
و للأسئلة التي سنجيب عنها بكذبات أنيقة
فدعينا نمرّ مباشرة للمشهد الأخير.
الضوء ليس ستارا
الماء ليس ستارا
و الوقت يهدّدنا بإسدال السّتار
فدعينا نمرّ مباشرة للمشهد الأخير.
الحبق، المستلقي في أصّه، يلوّح لكِ
الفانوس، المشنوق في السّقف، يلوّح لكِ
الرائحة النافذة لشجيرة مسك الليل... تلوّح لكِ
فنجان قهوتي يلوّح لكِ
أصابعي المبلولة بشهوة قصيدة عاهرة... تلوّح لكِ
و الوقت الضيّق كوجار كلب... يلوّح لي
فدعينا نمرّ مباشرة للمشهد الأخير.
في المشهد الأخير
سأنزع عنك شتاءك الأخير
و ستنزعين عنّي خريفي الوثير
ثمّ
ستقفزين، أنت، إلى الضفّة الأخرى
و أنا
سأظلّ عالقا في بطن الدبّ القطبيّ لأدسّ تحت جلده الكثير من دسم اسمك
و أتلو، في غياهب بطنه، نشيد الوداع الأخير.
المشهد الأخير .......بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.