أورثتُ ابنتي تمرداً .....رودي سليمان / سوريا

أورثتُ ابنتي تمرداً وخلعته مني
بتُّ الآن امرأة بلا تمرّد
تسقط إلى الهاوية وهي تلّوح للعابرين تلويحة الوداع
مرة
تركني رجل لأنه اكتفى
هكذا اكتفى وفقط
فقلت إذاً وليكن :وداعاً
ولوّحتُ له بكلتا يدي
ومرة
نهرتني أمي لإشباع رغبتها بالوجود
فلم أردْ على رسائلها الصوتية
الصمت هو ماوجب
وبعد يومين تحدثنا وكأن شيئاً لم يكن
وجارتي
وصديقتي
وزميلي
وربّ العمل
ومرات كثيرة وكثيرة
لن أستطيع عدّها
صمتُّ فيها جميعها
الآن وبعد كل هذا
كلما تمرّدتْ ابنتي
ينتابني حزن كبير
لا أطيق فكرة وصولها لكل هذا الصمت نهاية المطاف
وهي لم تتجاوز  سوى الخامسة والثلاثين
ما أقساها هذه الحياة