قيامة رجل سعيد بقلم محمود طارقي تونس


أحبّ هند رستم
وأتمنّى أن أقضم شفتها السّفلى
لأعود إلى الجنّة
وأنام تحت أشجار التّفاح مبتسما...
قبل هذا أريد أن أعرّفكم بنفسي
أنا محمود طارقي
شخص سعيد
وكلّ صباح أخرج من بيتي مبتسما
وأعود إليه في المساء مبتسما...
سعيد لأنّني أعتقد أنّ القيامة بدأت مع أوّل يوم لنا على الأرض،
وأنا معكم الآن أنتظر نهايتها...
أنتظر الانتخابات أيضا، حتى لا أنتخب
وعندما يعلنون النّتائج
سأعود إلى البيت مبتسما...
وأنتظر الأمطار
لأتبلّل
وأجد حجّة أركض بها إلى بيت حبيبتي السّابقة
وأتبللّ أكثر فوق سريرها...
أنا شخص سعيد
ولكنّ مشهد الشّروق بعد ليلة من المطر والحبّ
يجعلني أحزن
وليس كثيرا طبعا
بل بما يكفي لأعود إلى النّوم...
وطبعا لا أتصفّح الجرائد حتى لا أفسد سعادتي
مع أنّي أحيانا ألمح عناوينها العريضة في واجهة محلّ
فأغيّر وجهة بصري باتّجاه أوّل امرأة تعبر الشّارع...
وأحيانا أتعثّر بقطعة نقديّة
فأتركها وأمضي
لأنني مؤمن بحظّ غيري
وهذا من أخلاق السّعداء...
أنا سعيد
وأنتظركم لتزوروني في بيتي
مع أنّي لا أملك شيئا أقدّمه لكم غير الشّاي الأخضر
ولكنني أؤكّد لكم أنّه الشّيء الأخضر الوحيد في تونس الخضراء...
أنا شخص سعيد
ولذلك عندما تحملونني في نعشي
ابتسموا
وبين أدعية الشّيوخ قولوا:
"هو لم يكن سعيدا أبدا، كاليوم".
قيامة رجل سعيد بقلم محمود طارقي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 03 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.