قصة قصيرة للأطفال/ قناعة بقلم أحمد إسماعيل سورية


الصيف قد أتى وعرس الحصاد المفرح الذي تنتظره النملة قد رسم زينته
فالفلاح الأسمر ذو الساعد المفتول حصد سنابله بعد تعب شهور
سقاها بماء النهر الممزوج بندى عرقه
والنملة تشد العزم 
فحبات القمح المنسية هنا و هناك تنتظر همتها
شمرت عن ذراعها و لم تعر أهمية لحر الصيف أو لهو الجنادب التي تغني و هي تلف ساقا على ساق
حملت حبة قمح سمينة بمخلبيها و انطلقت والعرق يلمع بين وجناتها في الطريق إلى وكرها
ناداها العنكبوت يغريها بالحلوى المتدلية في شباكه توقفت للحظات و هي تتلمظ 
اقتربت قليلا لكنها تذكرت كلام أمها الملكة: إياك أن تأخذي شيئا من الغرباء فالأشرار كثيرون في هذا الحقل الواسع
شكرت العنكبوت و أخبرته أنها لا تأكل أثناء العمل لتهرب منه سريعا
فلعابه كان يسيل بكثرة و هي تميز الصالح من الطالح
تابعت طريقها والتعب يفتك بها
لم تنتبه أنها حول مستنقع ماء
فجأة سمعت نقيق ضفدع 
تنفست بعمق خائفة وقررت أن تسلك طريقا أطول
لكن الضفدع لاحظها
وبدأ يمد لسانه اللزج متأملا أن تكون وجبة غدائه الدسمة
هنا لم تعرف النملة نوع القوة التي تملكها وصارت تجري بسرعة البرق
حتى وجدت ورقة توت صفراء فوق تراب الحقل 
اختبأت تحته وانتظرت حتى اختفى نقيق الضفدع 
حملت حبة القمح ومضت بها
وهي تنظر يمنة و يسرة 
فالشمس شارفت على المغيب
وقبل وصولها بقليل استوقفها مشهد نملة جريحة 
وعلى الفور و دون تفكير وضعت حبة القمح جانبا و حملتها إلى الوكر
وهناك تكفلت صديقاتها بالباقي
عادت مسرعة لتحضر حبة القمح
لكن وصولها كان متأخرا
فالعصفور سبقها إليه وحلق بعيدا
ابتسمت والدمعة تملؤها إيمانا
وقالت : سبحان من قسم الأرزاق.
النهاية
قصة قصيرة للأطفال/ قناعة بقلم أحمد إسماعيل سورية Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.