و كأني أنتظر أحدا بقلم صابر محمد تونس



أستيقظ قبل ديكة الحي بنصف ساعة على الأقل
أحلق ذقني على عجل ، أرتدي ثيابي على عجل
أفتح الباب و أتركه مواربا
و كأني أنتظر أحدا
في المحطة
لا أجلس ، أبقى واقفا ، ألتفت يمينا ،شمالا ، شمالا ،يمينا
تأتي الحافلة ،لا أصعد ، أنظر الى ساعتي في الدقيقة مرتين
و كأني أنتظر أحدا
في المقهى
أجلس الى أقرب طاولة الى النافذة
أطلب فنجاني قهوة
و كأني أنتظر أحدا
في الحانة
يسألني النادل : كم قارورة
أقول : انتظر قليلا
و كأني أنتظر أحدا
في السوق
مع كل لمس لكتفي ، مع كل صوت ، مع كل اصطدام ، ألتفت
أشتري من كل نوع رطلين
و كأني أنتظر أحدا
في المطار
وراء الحاجز مع المنتظرين
أجلس ، أنظر الى ساعتي في الدقيقة مرتين ، أذرع الممر الطويل جيئة و ذهابا
و كأني أنتظر أحدا
عشت الى الآن سبعين عاما على هذه الشاكلة
و سأعيش عشرة سنوات أخرى على أقصى تقدير
و اذا مت و لم يأتي
أتركوا قبري مفتوحا
من يدري ، قد يمر ذاك " ال أحدا " بجانب قبري
تزل قدمه فجأة
و يسقط في حضني الى الأبد
شئ آخر :
كتبت هذا النص في أسوأ حالاتي
و أنا كرسي شاغر في سيرك
و كأني أنتظر أحدا ..
و كأني أنتظر أحدا بقلم صابر محمد تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 23 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.