أبواب سُوسه ؛ أو "بيـزاسيـنـا" القِـبْلـيّـة بقلم افراح الجبالي تونس


ذات يـوم كنـتُ حُـلوة في نهـار طيِّـب
أقفـز بين تجمّع الـريح وأحـاديـث بلـدتي الجميـلة
عبْـر العشب الصافـي
نسيتُ عيـنيّ
الآن تنـام الحمى فوق تيجـان الحقـل
وجَـدّي "الحلـوانيّ "
سـافر فوق العظـام الجميـلة
ثم مكـث
يتجـاذب أطرافَ الغـيـوم
بين ضوءٍ يسري بـبطءٍ ونساءٍ يُحرّكن الزيـتـونَ والأسـرارَ
ليس وحدَه
في أغنيـاتِ الحب ، تحتضن بلـدتي سـريـرَ الحجر البرّاق
حيْـث الأبوابُ تتكلَّـم في أرابـسْـك أبي 
فـي مُنـمـنمـاتٍ 
وجيـزةٍ وعميـقـةٍ كاسـتـعـارات للحيـاة
وتهـمـسُ شيـئـاً لـمَن تُحب
غـائرةً أو تبرز فـي بهـرج
متأرجحة وثّـابةَ الآهـةِ إلى البحـر
أقفـز بين عينيّ وشعري
أميـل على الصوت النحيـل
حيث الشبـابيـك المقـوّسة تتأرجح في ظلّهـا
أرهـفُ السمع
مطرز أمي الخيْـزرانيُّ في طريـقه إلى البستـان
تُـنقّـب وحدهـا في قـارب مِن الـثلج الـروحـيِّ
وتهمـسُ شيـئـا لـمَن تحـبّ
والتـلالُ 
تتسلّـل من نـوافـذهـا القِـبْلـيّـة تيـجانَ بـذور
تجسّسوا على حلم المـلاكِ الخشـبيِّ وركضوا
حيث تمدُّ الجبـالُ قـدَميّ
بين شعري والشمس 
وكنتُ حلوةً
أقـضم محـارم العـنب وأبـلغُ الذروة
"بيـزاسيـنـا"
"بيـزاسيـنـا"
لي فيها أكثر ما للشجرة
أبواب سُوسه ؛ أو "بيـزاسيـنـا" القِـبْلـيّـة بقلم افراح الجبالي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 30 يوليو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.