التقينا إذاً ... بقلم لينا سرحان سوريا
وبعد مضيّ تسع سنوات على العهد
بعد أن فرّقتنا دروب السفر
و أعيت قلوبنا حرب العالمين
مازلنا على قيد اللهفة ، نتسّرب من بين أصابع الزمن
ك حبّات المطر مجتمعةً متمازجةً في زوايا قصة الحبّ الأولى ...
تراه هل تحقّق الحلم حقاً
أم أنّنا نهيم كعادتنا في دوامات التمنّي ..!
ترانا وصلنا أخيراً و تصافحت دروبنا من جديد ..!
أيا حبيب العمر
يا تاريخي الأول و الأخير
يا رجفة قلبي الأولى ، و رعشة يدي
يا قبلة أمنياتي ، و حلمي الكبير
يا نبض ولهي ، و وجه ابتساماتي جميعها
أيا حبّاً ما كان قبله محبةً و لن يحدث بعده من شعور
هاقد حظينا بما وعدناه كلينا للآخر
هاقد تلوّنت أيامنا بالسعادة من جديد
كُتِبتْ أقدارنا معقودةً موصولةً بإسمَينا
حبيبين اثنين
عاشقين اثنين
صابرين اثنين
أنا و أنت
جُمِعنا بعد الشتات يا عزيز
أتصدّق ما يحدث ..!
أحتاج لأن أموت و أحيا من جديد علّي أستطيع أن أقنع ارتجاف يدي و هي تحمل دُبلةَ عمري الذي راهنت عليه بك
أنّنا أصبحنا معاً ..
علّي أجيد الكلام كما كنت سابقاً و أصرخ بملئه أمام الكون أنّ ما انتظرناه قد تحقّق ..
كم تعبنا يا ابن قلبي و نحن نحاول أن نختبئ وراء الكلمات
متداعِيَين خمود نيران حبّنا في الصميم ...
كم كابرنا و تلعثمنا أمام اللائمين
أصررنا على دموعنا في مآقينا غير آثمةً على جرائم الهطول ..
تحوّنا بفعل القدر لروحين معلّقتين بتلابيب الذكريات ..
أصبحنا صلبين من الخارج و كلّنا هشاشةً تتآكل في هذا الحزين ..
مضى الكثير
عمرٌ بأكمله عشناه لا وصلَ يسعدنا و لا قدرً يقف معنا
و كأنّ أضداد الدنيا كانت نصب قلبينا
و لم يحلّ النصيب ...
مرّ الكثير الوفير
أنهكتنا ملامحنا و هي تستتر على تاريخ الحبّ الموشوم على جبهتينا
حتّى خطوط يدينا كانت تمشي و تمشي
تركض خلفينا ك هاربين من لوعات الحنين ..
إلى أن التقت ها هنا تحت سماء الحرب من جديد
أجل
كنا شريكي حروب يا عزيزي ..
ابتدأت قصتنا عند أول رصاصةٍ صدّعت سماء وطننا
و أول صرخة طفلٍ وحيد
أتظنّ أنّ لقاءنا الوليد كان صدفةً
إنّه قدرنا يا رفيقي أن تبتدء أحلامنا مع المآسي جميعها
أن تتلوّه أعيننا بالفقد و الوجع
قلتُ لك يوماً : " كم كان خاطئاً هذا التوقيت .."
لكنّنا صبرنا
صبرنا و أقسمنا ألّا نكفّ عن العشق حتى لو من بعيد
و حدث من البعد مالم يخطر له بالاً ..
أُبعِدنا
تشرّدنا
أُضنِينا
و بعد هذا كله جبر الله كسرينا ك عصفورين جريحين ..
أيحبّنا الله بهذا القدر يا عزيزي !!
أن يزرع فينا الأمل في كل ّمرةٍ استسلمنا فيها
أن ينشر الطمأنينة لكلينا و نحن نتساقط ك الياسمين من شهق تيك الشرفتين ...!
أدعوه أن يحبّنا طوال ما تبقّى لنا في هذا التكوين
ألّا يفرّق قلبينا بعد أن استحوذنا اليوم على أجمل ما قد يحلم به مخلوقين ...
التقينا إذاً ... بقلم لينا سرحان سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: