الرقص مع مجرم حرب هارب بقلم مريم الأحمد سوريا
كل ليلة.. أحمل مخدتي
و أغطيتي إلى غرفة الجلوس..
النوم على الكنبة.. احتيال على الأرق..
مذيع نشرة الأخبار
لا يتحرّج من تنويمي مغناطيسياً..
المذيع المتأنق يسألني إن كان بإمكاننا أن نرقص سوياً..
أجدها فرصة سانحة لجلب النعاس ..
فأوافق..
على الرحب و السعة يا سيد..!
آخذ نفساً عميقاً ريثما تبدأ الموسيقى..
هل وجهي جميل؟ أسأله..
نعم.. كنشرة أخبار خالية من الحوادث المؤسفة.
هل خصري رشيق؟
أجل .. كنشرة أخبار المجاعات و الأعاصير..
هل عيناي حزينتان؟
نعم.. كأخبار الحرب و موجات الحر.. و حرائق الغابات..
و أغطيتي إلى غرفة الجلوس..
النوم على الكنبة.. احتيال على الأرق..
مذيع نشرة الأخبار
لا يتحرّج من تنويمي مغناطيسياً..
المذيع المتأنق يسألني إن كان بإمكاننا أن نرقص سوياً..
أجدها فرصة سانحة لجلب النعاس ..
فأوافق..
على الرحب و السعة يا سيد..!
آخذ نفساً عميقاً ريثما تبدأ الموسيقى..
هل وجهي جميل؟ أسأله..
نعم.. كنشرة أخبار خالية من الحوادث المؤسفة.
هل خصري رشيق؟
أجل .. كنشرة أخبار المجاعات و الأعاصير..
هل عيناي حزينتان؟
نعم.. كأخبار الحرب و موجات الحر.. و حرائق الغابات..
أتشبث به و هو يدور بسرعة..
لا إيقاع للموسيقى..
القتلى متعبون.. الجنود يرفعون الظلام عن
جبين العالم..
الحرب لا تفهم إلا لغة المواسم النازفة..
لا إيقاع للموسيقى..
القتلى متعبون.. الجنود يرفعون الظلام عن
جبين العالم..
الحرب لا تفهم إلا لغة المواسم النازفة..
تتوقف الموسيقى..
ينظر المذيع إلى شاشتي المغبشة..
يتجهم وجهه..
من أغلق الطريق بالمتاريس؟
من سدّ الثغور؟
ها أنا محاصر من جديد..!
يبكي.
ينظر المذيع إلى شاشتي المغبشة..
يتجهم وجهه..
من أغلق الطريق بالمتاريس؟
من سدّ الثغور؟
ها أنا محاصر من جديد..!
يبكي.
تستمر الحرب.. كل ليلة..
هذا لم يعد خبراً عاجلاً..!
أنباء عن مجزرة جديدة..
نتغطى جيداً و نحبس خوفنا.
مفقودون في الحرب..
تحبس الريح أنفاسها و أنفاسنا..!
هذا لم يعد خبراً عاجلاً..!
أنباء عن مجزرة جديدة..
نتغطى جيداً و نحبس خوفنا.
مفقودون في الحرب..
تحبس الريح أنفاسها و أنفاسنا..!
لا جديد..!
ينهار المذيع.. كأرنب صغير في عاصفة رملية.!
تتكدس الأسماء.. خلف الشاشة...
الشاشة ثقيلة الآن.. كيف سأرفعها؟
ترفعني الحرب ثم ترميني كأرنب خائف!
عضلات الحرب قوية.. و روحي نحيلة..
ينهار المذيع.. كأرنب صغير في عاصفة رملية.!
تتكدس الأسماء.. خلف الشاشة...
الشاشة ثقيلة الآن.. كيف سأرفعها؟
ترفعني الحرب ثم ترميني كأرنب خائف!
عضلات الحرب قوية.. و روحي نحيلة..
أحضر للمذيع كأس ماء بارد..
يغطّ المذيع بالنوم على الكنبة.!
ربما يحلم بنشرة أخبار دسمة خالية من المنطق.
ربما يحلم بنشرة أخبار دسمة خالية من المنطق.
أتسمّر هذه المرة.. أمام الشاشة..
" خبر عاجل.. مجرم حرب هارب يتنكر بهيئة مذيع أخبار.. يرجى توخي الحذر..!!! "
" خبر عاجل.. مجرم حرب هارب يتنكر بهيئة مذيع أخبار.. يرجى توخي الحذر..!!! "
الرقص مع مجرم حرب هارب بقلم مريم الأحمد سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
07 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: