ليال صيفية بقلم فاطمة نصيبي تونس


ليال صيفية
والنيران تلتهم الفرنان
الفرنان قصة طفلة بلا جغرافيا
وأنا في الضفة الأخرى أعدّ عدد السكارى في العلب الليلية
كلما مرّت سيّارة مجنونة تحت نافذتي
الفرنان قصة صاحبة الجدائل تشتري حلما بقطعة طين
التراب أسود فكيف يبيضّ وجهها!!
السيّارات الفارهة تسجن حلمها بأن تنام في ظلّ شجرة
عيناها لا تبكيان
كيف يبكي من يُودَع قلبه في الفرن
على طول الطريق رائحة الشواء
وعمرها يقلّب على نار هادئة
على طول الطريق تعدّ شجيرات نمت بصدرها
أغصانها مرصودة لشيّ أنوثتها في ركن قصيّ
ليال صيفية
والعائد آخر الليل
على أرض كانت لا تسع إلاّ خضرتها وقلب ورديّ
يؤرّق قبيلة
بعض "الاوراوات" تنفخ أوداجه
يدوس على رقبة الليل
ويتوضّأ بآخر أنفاسه للصلاة
العربيّ حدّ النخاع
العروبيّ حدّ وضع علم فلسطينيّ
عراقيّ
أو سوريّ
وقصيدة أو خطبة عصماء
ما همّه طفلة تحترق !!!
وطقطقة النيران في أشجار قلبها
يد الريح تصفّق
فيهتزّ جذعه ...
ليال صيفية
وموطني بلا رئة
كيف يعيش جسد بلا رأس !!!
إلا أمّ الاربع والأربعين
في الأحجيات القديمة
ينتفض جسدها راقصا على أغنية النّار
الطفلة صاحبة الرداء الأحمر
لم تجد الغابة
فأين يا ترى جدّتها !!!
ليال صيفية
الجار يسترق النظر إلى امرأة بلباس شفّاف من شقّ في الجدار
وحبيبته تطعمه قلبها
ليال صيفيّة
ورسائل عشق شركتا المياه والكهرباء
ومن العشق ما أحرق غابات بأكملها
فكيف تطفىء حيرة ساكنيها!!!
ليال صيفية
والبحر يتقيّأ أصناف الرفاهة
فكيف أتحدّث عن هارب من حريق الفقر !!!
ليال صيفية
عجوز يبيع الحبّ
وشابّ يغرق في بحر أحلامه
وطن بلا رئة
الجلاّد يلهب ظهر الموت
الموت عصيّ
الشمس حارقة
والطريق طويل...

ليال صيفية بقلم فاطمة نصيبي تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 02 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.