ذِاهِبَـةٌ لاِنْتـِظَارِي بقلم افتخار هديب سوريا



وَجهِي الَّذِي أَخفَيتُهُ
ما بَينَ بِذرَةٍ وَ بِذرَةٍ
حِينَ اِختَبَأتُ
فِي طِينِ التَّنُورِ
وَحدَهُ يُقاضِيكُمْ
وَ عِندَ حُدُودِ الخَلَاصِ
سَيُقِيمُ مِحكَمَةَ السَّمَاءِ
وَ أَبِي الَّذِي صَبَّ المَاءَ القَرَاحَ
عَلَى البُذُورِ
وَ أَنبَتَ فِي صَدرِي
تِيهَ الشَّجَنِ
يَتَبَاهَى بِطَعمِ السَّفَرجَلِ
وَ عَبَقِ المَرَارِ
الَّذِي يَفُوحُ سِرَّاً غَامِضَاً
مِنْ بَينِ أَشَدِّ أَضلُعِي اِعوِجَاجَاً !!
عَرَقِي الَّذِي يَنِزُّ
مِن مَسَامَاتِ المَفَاهِيمِ
شَاحِبَ اللَونِ
يَفُوحُ دَومَاً بِرَائِحَةِ البُكَاءِ
تَتَحَوَلُ دِمَائِي
إِلَى نُسغٍ مُرٍّ
تَتَمَاهَى
بَينَ اِنبِسَاطِ جَارِحَةٍ
وَ اِنقِباضِ أُخرَى
بِخُيَلَاءِ العَبَثِ
الَّذِي مَرَّ عُنوَةً
وَ تَزدَادُ .. وَ تَزدَادُ
عُزلَةُ قَلبِي
وَ أَلتَقِي وَجهِي بِبُؤرَةِ الأُفقِ
وَ أَرتَفِعُ هُنَاكَ
وَ أَنضَوِي بِالضَوءِ !!
صَوتِي
يَقِضُّ مَضَاجِعَكُم
وَ لاأَعبَأُ إِنْ أَقَمتُم لَهُ مِقصَلَةً
عَلَى شَفَةِ المَدَى
بِإِثمِ الصُّرَاخِ الضَّائِعِ فِيهِ
بِلَا صَوتٍ
وَ لاأَنفَاسِ حَيَاةٍ
هُوَ صُوتُكُم المَشنُوقُ
بِحَبلِ اِكتِشَافَاتِي
#وَ_لَيتَكُم_تَعلَمُون !!
دَمعَتِي خَرسَاءٌ
كَنَهرٍ ضَلَّ فِي الصَّحرَاءِ
فَاِبتَلَعَتهُ الرِّمَالُ
بَعدَ أَنْ سَلَبَهُ التَّصدِيقُ
آِخِرَ طَوقِ نَجَاةٍ !!
رَصِيفٌ مُهمَلٌ
يَمتَدُّ عَلَى جَانِبَيِّ سِمَاتِي
يَحضُنُ الطَّرِيقَ الضَّائِعَ مِنِّي
يُهَدهِدُ حُلمِيَ البِكرَ
وَ يَأخُذُ بِيَدِي
نَحوَ السِّدرَةِ العَليَاءِ
أُلقِي بِمَا تَبَقَّى مِنِّي
عَلَى نَاصِيَةِ الجُرحِ
يَدٌ حَانِيَةٌ
تَتَلَقَّفُ أَطلَالَ رُوحِي
تُعِيدُنِي
بِذرَةً دَاخِلَ تُرَابٍ مُقَدَّسٍ
لِأَنبَثِقَ مِنْ جَدِيدٍ
شَجَرَةَ صُفصَافٍ
عَلَى حَافَّةِ الحُقُولِ
يَرقُدُ تَحتَهَا جُثمَانُ أَبِي
مِزمَارُ الرَّاعِي فِي خِدرِ ظِلَالِهَا
يَعزِفُ أَعذَبَ الأَلحَانِ
وَ خِرَافٌ تَرتَعُ
فِي المَرعَى الأَخِيرِ !!
..
..
ذِاهِبَـةٌ لاِنْتـِظَارِي بقلم افتخار هديب سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.