في السادسة عشرة بقلم فوزية أوزدمير سوريا


لوحة مدهشة بكلّ مقايّيس الصّنعة
القماش الصوفيّ الأحمر المائل إلى الخمري ذو الوبر الناعم من " اللاما "
الخزف المزجج وغير المزجج بين طينات الآجر الغارق في الشواء
الخشب الأبنوسي المُطعّم بالفضة ، ومنقوش بكتابات تصعب قراءتها
كلمات مفتاحية ، أبيض وأسود ..
تكاد تكون خرافيّة ، وكلّ منها مُقفل من حوافيه ، بمماسكٍ وحلقاتٍ معدنية ، وآنية فخارية خالية من الزهور
الأبيض الملفلف بعنق زجاجة ، لفائف وادي " القمران " ، وخطاً آخر من وجه الفتى ، حتى الإناء الخزفي ..
كما هو حال العينين الظاهرتين مبعثرة في فضاءٍ مُظلم ، لا يلامس أحدهما الآخر ، خطاً عمودياً في وسطهما ثقب أسود .. !
تحتشد في المثلث السفلي من المستطيل عبارة
" أنا سأمضي على الصراط المستقبم "
ولا يبقى في الزاوية العليا غير وجه المرأة ..
يغطي بأصابعه شيئاً واحداً ظاهراً في هذه اللوحة
أيغادر دون هيكل .. ؟
أنّه غير موجود .. !
الضوء الواحد هو ما يضفي على هذه الأشياء وحدتها ، ويقنعنا فعلاً بأنّها كانت هناك .. !
لوحدها تتساوى في المساحات المضاءة ، رؤية الوجوه في العتمة ، وفي جهته اليسرى واليمنى
كيف يلاحظ أنّ توازنهما يختلُّ تماماً .. ؟
في السادسة عشرة بقلم فوزية أوزدمير سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 29 أغسطس Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.