فارق في التوقيت .....بقلم هيثم الأمين / تونس
الساعة الآن:
منتصف الوِحدةِ
و خمسون طيفا يتدلّون،
رأسا على عقب،
من سقف ذاكرتي
و يبكون/ يضحكون!
أنا جائع
و لا شيء في المطبخ يؤكلْ!
أفكّ أزرار قميصكِ المعلّق في دولاب يجلس في زاوية ذاكرتي
و أفكّ أزرار قميصي.
هنا، أنا جائع
و هناك، لا أحد غيرك في الحمّام
تتحاشين النظر في وجه المرآة الكبيرة
لتتصفّحي أنوثتك سطرا، سطرا دون خجلْ
و المرشّ عاشق غيور يلفّك بالماء
و أنا جائع / لا شيء في المطبخ يؤكل.
هنا، قميصي المفكوك الأزرار يراقص قميصك المفكوك الأزرار
و هناك،
في حضن الماء، أنت
و رجلٌ لا أراه و لكنّي أشمّ اشتهاءه لك
و لا أحد غيركِ يراه.
أنا جائع جدا، الآن
و أنت... تطوّقين جذع رَجُلِك العاري بذراعيك النّحيلتين
تضعين خدّك على صدره
ليس لأنّك حزينة
و لكن
لتتنصّتي على أسماء حبيباته التي يوشوشها قلبه.
أنا جائع جدّا جدّا
و أنت... تبتسمين
فلا واحدة غيرك في قلبه!
تقبّلين صدره قبلتين
تقضمين ذقنه الحليق
و هو...
أنا في شرفتي ،الآن
أتبادل القبلات و الجوع مع سيجارتي
و من الشرفة المقابلة
تلوّح لي جارتي الستّينية
- تشير ساعة جارتي لتمام الوِحدةِ -
فألوّح لها، دون قصد، بصدري المكشوف!
هناك، في حمّامك، تقفين تحت المرشّ كزجاجة بيرة عملاقة مبرّدة
و هنا
أقف جائعا جدا
و ظمئا جدا
و في الشرفة المقابلة لشرفتي
تجلس جارتي و وجهي بصدر مكشوف.
فارق في التوقيت .....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
19 أغسطس
Rating:
ليست هناك تعليقات: