مقاربة أدبية لنص الأستاذة فوزية أوزدمير بقلم تركية وهبي

النص أولا للأستاذة فوزية
**************
في الغلس الفائق الوصف ..
قبوراً في عروق الفجرحفرتها الشهوة الدائمة الهياج
في قاع السماء المكفهرة ..
مع كلّ قطرة مطر على تخوم السراب
حيث الضّوء لا يحرّك ورقةً واحدة
رأيت الحبب الدخاني المُضيئ يجرر وراءه
طاووس يرفرف في متاهات الفلك ..
يدخل في تأملات عميقة واقعاً قطنياً
الماء يسير مُفضّضاً يحوي كل شيء واللاشيء
مأخوذاً بكآبةٍ رصاصيّةٍ في عين الدمى الممسوخة
على حافة الوجود
يسبح في ال " ليل " أكبر الأوقيانوسات فَساحةً
لحظة صاعقة ..
خفيفاً يُحلّق ، مثل حباتِ عقدٍ مفروط ..
ورماداً يخبو خلف شجرة الحور ..
حفيفٌ يتلألأ في بياض زهر الّلوز
طاوياً لافتة الموتى
وصرخة عالقة في ريح المساء
لا موت
لا حياة
بين ذلك الذي يدوم وذلك الذي يزول
يؤلمني الحبل السريّ " المفصول "
أيتها المهرة الحارقة ..
هناك في الأسفل كاهل النُّميلة إذ تجرجرني
وأنا أقرض / مثلما يقرضُ طفلٌ ثدياً هذا الخواء ..
وساحتي المستباحة ، ظلٌّ وريفٌ لجسدٍ ينوح ، ظلاً إثرَ ظلٍّ
يتواثب فوق العُباب ..
وعلى بعد رمية النرد كان الرهان ..
وشاهدة القبر ما تزال واقفة تنتظر الجثمان
كينونة من ماءٍ وصلصال
كُنت الأحجية ، وكنت الميداء
عبرّ الألم اللامتناهي ..
دون أن أدري لماذا .. ؟
##########
المقاربة بقلم
تركية وهبي
*******

مهلا تمهل.....
رويدك رويدك وكلماتك تجرجرنا إلى العمق
كأوراد صباح تفقأ عين المسوخ .بحقيقة بيان
ساطعة...
على شهوة الفجر وهو يقضم أطراف ال ليل ...
أي صباح كلّلك بهذه الرؤيا !وأي عين فائقة الجمال
نسجت حبر الحقيقة !
زهر النرد !
أم مائدة ميادة !
والغيوم المداومة تحمل بشائر المطر تسقي شغف الوديان
للماء ؛ يكز الضباب على أسنانه لينقشع بضوء المحيط الهادي
محيط النجم ..
ياروحا سبقها الصوت ارتعشت على حفيف الورق ...
في مقبرة الورق وسماء فينكس تعرف العيون الحور
كما المكاحل تعرف العين قبل الكحل ...
يتصاعد البخور ويتسامى ...ودخان الوهم يزيد غشاوة
الدمى والجهل ......
نعم كنت الأحجية
أليس تعسا أن تراك روحي و لا أراك ...
ونا تحتفي بنا ....
افرطي العقد واتبعي أثر الظلال طبقا على طبق ...
على نوار اللوز ..يقطر وينزّ من عرق كلماته ...
حياة للحياة ...
وعلى دوارتك ذلك الحبل الموصول بعصير سري ...
شحمة أذنك تعرفه ... فضة مسكوبة ...تحرق مساكن
النمل ؛ يشع الجسد وتصهل الخيول ..على أنغام مهرة بكر
دليني أين أنت !
اشتقت الوصال والعناق !
ياهواء يتقن الاختطاف
ويتقن اللقاءات على حين نبضة !
تفيض الشجون
ل نرتكب الدموع حيثما تحط المعانِ
عصيّة على الوصف ...
عصية على الادراك ...
تفوقت على المجاز ...
لن تهرم الشمس طالما هناك من يصوغ
سبائك الصلصال والماء ...
وتتجرعه شفاه وليد ......

***
الأستاذة فوزية أوزدمير المبدعة تتنقل بنا على الحواف وتمخر بنا عباب الموج بتأملات الروح والفكر والفلسفة. لا أبواب ولا قيود تحد من أسفارها كل الصناديق السوداء تحاول استكشافها وتعريها ...تارة بعشق كالنسيم و تارة بمنطق فلسفي ايدلوجي وتارة بصدر عار إلا من أوكسجين الهواء. .....
دمتِ رئة للهواء وجرار الخمير المعتق ... تنثرين عطر الليلك في مدارات إبداعاتك المتتالية ملحمة تتفوق على ملحمة ولا تلغيها ...