اسم الزقاق الضيق قلم عبد الرحيم ناصف المغرب

لم يكن للزقاق الضيق اسما كبيرا، لم تكن هناك قصائد صغيرة تتحرش به ، ولم يكن الشاعر الذي يقيم هناك ينشر أسماءه القديمة على حبل الغسيل..
..

..
الشاعر الذي يقيم في اسم هذا الزقاق
كان يحتفظ بأسمائه القديمة في المصبنة العصرية، مغسولة و مكوية و معطرة...في انتظار قدوم قصيدة متصابية تعشق الأسماء الكبيرة لشعراء من مختلف الأحجام.
..

..
الشاعر الذي يقيم في اسم هذا الزقاق..كان يتكلم كثيرا، دون أن يدلي في آخر السهرة بقصيدة واحدة تثبت أنه يقيم هنا، داخل اسم الزقاق الضيق..
كان الأمر انتحالا فاضحا لفراغ قديم و بحضور شهود عيان..تلك القصائد المتصابية التي تحفظ جدا، أحجام أسماء الشعراء..
..

..
كان يدعي أنه يلتقي قصائد قديمة في مقاهي بعيدة، قصائد مازالت تتذكر حجم أسمائه و هي لم تحنط داخل اسم زقاق قديم.
كانت قصائد كتبها دون أن تصفق له الشوارع، دون أن تتحرش به ربطات العنق ..
..

..
في داخل اسم الزقاق الضيق كان يقيم..
بغرفة واحدة و نصف سرير و ربع دولاب...و مئات الأسماء المصفوفة في باقي الفضاء.
كان اسم الزقاق الضيق،واسعا جدا..و كانت الأسماء الملقاة هنا تعود لشعراء كانوا يقيمون في الاسم الكبير لهذا الزقاق الضيق..