وخز سعيد بقلم عبد الرزاق الحاج مسعود تونس


ليس أنسب من هذا الوقت لأمشي حافيا بعد انقطاع طويل
...
كنت أمشي حافيا أغلب الوقت
وتنغرس في قدمي شوكة "هنديّ عمّار" ( التين الشوكي بلغة العرب)
أو شوكة نخل يابسة
أو نبتة "بورويس" كبرت حتى قست
فأفرح
:
أجلس
أمسك الإبرة
أضع قدمي بمرونة مريحة في حجري
أمصّ ريقي كأني سألحس قطرة عسل تسيل من حافة الملعقة
أبلّ أصبعي بريقي وأمسح حتى تصفو النقطة السوداء
وأشرع:
أخربش حوافّ رأس الشوكة المغروسة في لحمي
أكشط الجلد وأنوش اللحم الحيّ نوشا خفيفا
يبدأ الدم في النزّ والحرق
أخز الشوكة بالإبرة
وخز بوخز
وأزحزحها نحو الأعلى
فتؤلمني
لا أعبأ
أعضّ لساني بشماتة غامضة
وأحفر أعمق
أضغط بإبهاميّ حول الشوكة
فتتحرك في اللحم بألم يسيل الريق
أمصّ ريقي مرة أخرى
وأتعرّق
يظهر رأسها بما يكفي لأمسكه بين ظفرين
أمسكه
أحبس أنفاسي
أغمض عينيّ
وأنترها دفعة واحدة
من الغد
ولأيام ثلاث أو أكثر
أسير بوخز سعيد.
وخز سعيد بقلم عبد الرزاق الحاج مسعود تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 18 سبتمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.