في لعبة فيديو.....بقلم مروى بديدة/ تونس


في لعبة فيديو...
اسمها يبدأ بسكين و ينتهي بحافة السرير
أقع في حب رجل مكسيكي
يروج  و يتعاطى المخدرات بشكل مأساوي
يشبه شواء اللحم في حدائق السوسن
الوهلة الأولى لدخولي اللعبة
بعيون حادة و لسان مستريح
قالها لي بشكل آلي :
هولا "
هولا "
هولا"
ثلاث صفعات على مؤخرتي
أصابعه تشتعل دوما في اللعبة و خارجها
لعابه كالغراء ...
كلما أراد أن يلصق جلدي بلسانه
أكون جاهزة ...
دون "مرحبا" و لا أحاديث عابرة
أحظى بعناق بارد بعد كل خسارة
ثم يسحبني من قدمي
بعيدا عن الخزائن المتروسة بالقفازات
و الجوارب المرقعة و الأحذية النحاسية
و علب الحليب المجفف و الأظافر الاصطناعية
أكون حينها بحوزته و تلغى اتفاقية"الأدوار"
يقول لي :
دورك انتهى مع غسيل القطن
و الأسنان المريضة و البطون الواسعة
و الجرعات الزائدة كالمجاملات و الاحترام

الردهة العالية بباب زجاجي سميك
أنا أدفع الباب و هو يسحبه
يقولها لي بشكل آلي :
فاشلة "
فاشلة "
فاشلة "
يسحبني أيضا من قدمي لكن بحنان سريع
يشبه الأمهات و الولادات المتكررة
و غرفة العمليات و التخدير الموضعي

سرير بعرض المساحة ...
يفصلني الى أجزاء هذا المكسيكي الجميل
ثم يركبني و أصير اعرض
أكثر انتفاخا و شعري أطول
تماما مثل كلمة "حبيبي"
أشعر بدفء قصير و مشذب
ورود متراكمة على كاحلي و أجنابي
كأنني جثة من طراز الالكترونيات الحديثة
يبتسم لي للمرة الأولى ..
!!! الآلة لا تبتسم ...ليس لها عضو كبير
شيء ما على حافة السرير و بعد السكين مباشرة
ها أنا أختنق به ...
ينفخ المكسيكي في فمي
يبكي بشكل آدمي
يصرخ بشكل آلي:
أحبك
أحبك
أحبك
ثم أموت  انا خارج اللعبة ...موتا سعيدا
في لعبة فيديو.....بقلم مروى بديدة/ تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 01 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.