إيكولوجيا روحانية ....بقلم عبدالنبي حاضر / المغرب

-------------------

واه !
مِنْ على سطح القمر
تبزغ الأرض هالة زرقاء
فصاعدا،
لن اتغزل بالقمر
كما، عشقا،
لن أطأ وجه حبيبتي

العيون مرايا
 يحجبها النور عن شرب النور؛
لن تتفلتر و تتبلر وتلتمع
إن لم تتعرق الروح
وتنداح فسفورا راهبا
يفصح عن رحائق النار

الليل يُخرج النجوم من الظلمات الى النور 
ويُلغي الشمس من حوزته
يعرف أنها آكلة نجوم سادية
تتغول بالإشراق الوحيد

في سوق الظلام
يتراجع ثمن الشمس،
وفي سوق الشمس
ينخفض سعر الليل؛
متلازمة الإنسان الرقمي

تتسرنم أجرام وجرائم وسدم وألغام وأصوات وصرخات
فوق أخيلة المجاهيل
سائسة مستحيل على أريكة من شوك
ساهرة تنغز التدجين
ليستمر الركض والهرج والصهيل
فيقلع الصمت عن عادته السرية.

أواه !
البنك يُعْول بحنجرة معدنية فاغرة
من جوفه
ينبعث صهد مُرَكَّز السُّمِّيَة
يسرطن وجه طبيعة محتبسة

الطبيعة محال في عقيدة الإنسان البائع

لأن الطبيعة تخشى الفراغ
ملأها الانسان بما وراءها:
العماء الأزرق

عيني بنفسج أعلى يُرهبها ما تحت الأحمر

أواه !
أنهار بشرية تنساب عيونا منكسة
ورؤوسا تحت الأقدام
متبتلة بالأباطيل
نحو مسالخها المقدسة
أكاد أوقن بانحدارها الى السِّكين المحيط

من قتل عشبة فكأنما قتل الحياة جميعا،
ومن أطعم نبتة يتيمة
فقد سبَّح بالحياة؛
فلندع الحياة تنفرد بحياتها
وتتخفف من أعباء الحياة،
لتستأنف رياضتها اليومية الخضراء؛
للحياة أن تحظى أيضا بحصتها الصغيرة
من الحياة

الطبيعة طفلة انفجار عظيم
هاهي في أرذل العمر
تتسول جرعة بقاء
وسط انفجار بشري عديم

من روحانية الأزرق الفرحان،
من تدفق الرياح اللواقح،
من يقينيات كتاب النبات،
من تبرنز الخزف بأصابع الشمس،
من طاقة الأخضر العفيف،
من عسل بركان يتقطر على صخر بارد،
من اندفاع غير مُذّرٍّ للدخل
يضخ نهرا الى تجاويف جائعة،
استصفي شمالا للغد
أَرْكُزُهُ مأطورةً ايكولوجية
حمراء فاتحة
على رأس الهولوكست الكوني المقيم