الذين فتحوا للرحيلِ الطريق ....بسما أمير / سوريا



الذين فتحوا للرحيلِ
الطريق ،،
لم يكنْ في نيتِهم جوازُ السّفر

حين دخلَ الوطنُ عنوةً في حقيبة
كان العنكبوتُ ينسجُ حولَ العيونِ
الخيوط
والشّمسُ تدخلُ في جيبهِ رويداً رويداً
وأمّي تودّعُها من بعيد ،، وتصرخُ
الفراشاتُ تختفي ويرتبكُ لوني ،،
ولغتي ،، والهويّة

ياصاحِ إنّه هذيان القلق
من أخرسَ الصّدى وأحدثَ هذا الأرق ؟

عنكبوتٌ
يمتدُّ كلّ يومٍ أكثر ويَكبر
ويبهتُ لون جلدي ،، وأتكورُ على ورق
وأضيعُ بين فراغاتِ السّطور
لستُ أفهمُ هذي البلاد
كيف فيها تْدار الأمور
تطالبُنا بقطعِ يد الفَساد
واللصّ يلصُّ لصّاً ،، من قريبٍ
من بعيد
ونحن من يؤسٍ جُبلنا وعلى أحلامِنا
مازلنا نعيش
نقسّمُ خبزَنا على أيامنا ونسجدُ
شكراً للسماء
وننتظرُ منها عدلاً في النّعيمِ
وفي البلاء

ثمّ على أوجاعِنا يصعد
ومن جوعِنا يشبعُ لصوص

فأين هو المكانُ الآخر للحياة  ؟

.
الذين فتحوا للرحيلِ الطريق ....بسما أمير / سوريا Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 أكتوبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.