(33) فى بحر أبى الأخضر ...بقلم صلاح عبدالعزيز /مصر
(33)
فى بحر أبى الأخضر
عن القتلة
اتكلم
اسكن فى حى القتلة
هؤلاء الودعاء الطيبون
يقتلوننى كل يوم
لماذا هم ودعاء وقتلة
أولا : تلك الاستكانة
تجبرك على محبتهم
ثانيا : ذلك التقنع بالنصيب والرضا
يجبرك أيضا على محبتهم
ثالثا : لماذا هم هكذا
الإجابة :
قلة الحيلة فى مواجهة كارثة
مثل :
أنبوبة الغاز + إيصال الكهرباء + إيصال المياه + المصاريف اليومية لمن فى المدارس + الطعام الشراب الملابس...........
أشياء كثيرة تجعل الواحد منا يسأل الله : يارب ضعفاء نحن قتلْنا الصبر وقتلْنا الصابرين مثل هذا الشاعر البائس مات قبل أوانه سقط ميتا من فرط الدهشة كيف نعيش لماذا....... كل الرواتب لا تكفى ومع ذلك يا ألله نحن نشكر نحن نعبد نحن _ نظن _ أننا لسنا آدميين
قال الشاعر عنا : قتلة
قلنا : نعم قتلنا الثورة
عن آخر غيمة مرت
اتكلم
كانت الغيمة تتهادى محملة بقطرات
سألت نفسها
هل تكفى تلك القطرات ذلك النهر
أقنعت نفسها بأنها لا تكفى
ظلت تسير بعيدا بعيدا
قالت سأذهب إلى حيث أمتلئ
بما يكفى مدينة
وأعود
ظلت تسير إلى أن وصلت الصحراء
هناك رأت رمالا وعراء يأكل نفسه
تاهت فى الصحراء وتبددت
لم تحتفظ حتى لنفسها ببضع قطرات
أصبحت مجرد سحابة جافة
لا تشغل بال أحد
عن آخر كلمة قالها نورس
قال
بين البحر والنهر مأواى
بين الريح والهدوء عشى
أنا بين بين
تلك الأرض ذلك النهر هذا البحر
لا يشغلنى غير عابر
يلقى حجرا
فتختلط الأحاديث
وتكثر
وتظل الشعوب هكذا
محدقة لدوامات من الدم
أنظر رائحة الهواء
أصبح الدم بلا رائحة
عن آخر مرة رأيتها
تلك المدينة
غرباؤها أكثر من سكانها
تجارها أكثر من مشتريها
طرقاتها لعربة موت تمر
أرصفتها لمشاة بلا أرواح
تخرج من عريها فى الليل
باذخة كوليمة
لا أحد يستطيع فضها
عذراء وتبقى عذراء
عن آخر امرأة عرفتها
عندما تعانقنا فى الفراش
ذابت
كنت اعرف أين
كنت اعرف كيف
كنت أعرف أنها لن تخرج من الباب
كنت اعرف أننا نستخدم ملابس واحدة
كنت أعرف أننا وجهان ليس لعملة
وجهان يتواجهان ويتعانقان وينزفان
كيف أخرجها من الداخل.
(33) فى بحر أبى الأخضر ...بقلم صلاح عبدالعزيز /مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
21 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: