عازف و شاعر على الرّصيف ...هيثم الأمين / تونس
عازف و شاعر على الرّصيف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الليلة، أبضا، يا صديقي
لا أحد سيسمعنا.
أنتَ
ستعزف بأصابعك المبتورة
لأصابعك المبتورة
و أنا
سألقي قصيدتي
على مسامع ظلّي الأطرش
ككلّ ليلة.
و قبل إنتهاء السهرة بكثير
سيجتمع ظلّي الأطرش بأصابعك المبتورة في حانة "ياهوديت"
و سيشربون الكثير من النّبيذ
بينما أنا و أنت
سننتظرهم عند باب الحانة
و ربّما سنتسوّل ثمن رغيفين و علبة سجائر
و في آخر السّهرة
سنعود جميعا إلى بيتنا.
لٍمَ تضحك ؟!!!
آ، أضحكتك كلمة بيتنا!
نعم، يا صديقي، بيتنا
و هل رأيت أشسع من بيتنا؟!!
كلّ رصيف المدينة بيتنا
و علبة القصدير الكبيرة في مقبرة المدينة غرفة نومنا.
حتما، يا صديقي
ككلّ ليلة،
سنركل الرصيف إلى المقبرة
و بينما ستغنّي أنت أغنيتك المفضّلة " La bohème"
سأتنطّطُ أنا، طول الطّريق، كقرد
و أغنّي: "معانا ريال... معانا ريال"
و سنضحك كثيرا
أنا و أنت
و أصابعك المبتورة و ظلّي الأطرش الثّملون
و حين نصل علبة القصدير الكبيرة " غرفة نومنا"
ستتدرّب، أنت، على لحنك الجديد
و سأكتب، أنا، وجعي المتكرّر.
سنأكل رغيفيْ الخبز مع لحم مشوي يقدّمه لنا مطعم أحلامنا،
ندخّن علبة السجائر،
ثمّ نتشاجر من أجل أعقابها
و نحلم بمهرجان قادم يُصيبنا بالشّبع!!
عازف و شاعر على الرّصيف ...هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
21 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: