نحن الأربعة.......أحمد نور الدين / مصر
نحن الأربعة :
الشمال وأنا والنار والموت
وقت قليل لمهام كثيرة
فاجعة صغيرة لا تسع كل ما أصابنا
هذا النص يحنو علي
هذه الذبابة كبيرة الشفقة...
تلح لإخراجي من حالة مجنونة
لا تخش النمل علي سكرك...
أولي بك أن تخشي مرض السكري
انظر إلي الشمال وستنسي قدميك...
سيشتعل رأسك بما تبقي من وقود...
وحين ينفد الوقود...
ستشتعل ذاتك
الذات تشتعل لوقت طويل
ولدت بذات مشتعلة
أخبرتني أمي أنني كنت نحيفا جدا...
مغمض العنين لأطول وقت (أتري ؟)
مغطي الجسم بشعر كثيف (كقرد)
هذا دفء زائد يا أمي
انظر إلي الشمال...
ولا تشعل النار لتدفئتي
ستجلب الفراش...
وأنا يعجبني اسم السناجب
كم مليارا من البشر ؟...
وكم مليارات من الخلائق كلها !
لا قبر لحشرة...
لغراب حمل سواده وحلق محاولا حصار الشمس...
لحوت يجوب البحار ولا يشرب الماء العذب
ودائما القبور أقل عددا من الشقق السكنية...
ومن ساكنيها
الموت يميل للاختصار
حياتي مبعثرة جدا
قالت أمي " لم نسجل اسمك في ديوان المواليد...
كنا ننتظر موتك وأنا أبكي"
والبكاء واحد من عناصر الوجود الأربعة
(لم يشمله العد...
ويحسن الفرار من التصنيف)
أمي تبكي دائما
وأنا أدخر البكاء لأيام الجفاف
نهدك جاف...
سيجفل حبيب ويظمأ رضيع
أنت لا تقدرين علي صد الغضب...
ولا تقوين علي الهجر
كم فتتك بكاء الرضيع ؟
أنت بساقين نائفتين كالنخيل...
ونهدك جاف
انظري إلي الشمال...
أنت موديل...
ومانيكان نموذجي
نهدك جاف وساقاك نائفتان
أتعرفين القبر ؟
أشعلي النار لإذكاء الذاكرة
الذاكرة ثقب وجودنا الأسود
سأهديك نجمتين علي العشاء
كانت أمي تصحو في ساعة متأخرة لتعد عشائي
لم تشك من فراغ وجودي...
لا...ولم تلتفت إلي نهديها الجافين
كانت ساقاها تنوفان وقدماها تغوصان في الطين
كانت تقيني من الغرق في الصلصال والحمأ المسنون
وحين قلت عند ذكر اسمها عليها السلام رجموني
الشمال وأنا والنار والموت...
نقول عليها السلام...
هي نبية
ونبكي علي النهود الجافة...
والسيقان المنيفة .
.....
أحمد نور الدين
مصر
نحن الأربعة.......أحمد نور الدين / مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
10 نوفمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: