هذه المرّة على قدر حلمي...بقلم بثينة الهرماسي / تونس
هذه المرّة !
على قدر حلمي
سأمدّ رجلي ،،
ولن أشتكي ،،
هذه المرّة !
لن أحلم أكثر مما ينبغي
أن يكون ..
سأحلم حلما ،،
بخطّ مستقيم ..
مهذّب وجميل ..
سأحلم حلما ،،
واضح المعنى ..
مكتفيا بذاته ..
وبدون عناوين ..
هذه المرّة !
سأمضي حذو الحائط
برفق ...
كي لا اوقظ أحلام
المتعبين من الحياة
والمحبطين ..
والباكين..
على حلم تحطّم
على الصخر كقارب
تهشّم في خليج صغير
هذه المرّة !
سامشي بحذر شديد
وأنظر امامي ..
وخلفي ،،
تحتي ،،
وفوقي ..
على جانبي ،،
من كلّ الجهات ..
كي لا يصيبوا حلمي
بعبوة ناسفة ..
أو يوقعوا به في كمين !
هذه المرّة !
لن أحيد ككلّ مرة ،،
عن الطريق الخضير
حتى وإن خطّوا
على يافطات
- حذار!! حذار !!
- انتبه !!!
- قف !!!
- هنا الطريق مسدود !!!
سأعبر الجسر ،،
الى الضفة الأخرى ،،
سامشي ..
وأواصل طريقي بكل يقين !
هذه المرّة !
لن أموت أو أحيا
على هامش القحط
والعطش ..
فصحار الأُوار والضّور ..
سأعبرها !!!
تماما مثل الإبل
تقتات من السنم
سأقتات من أمنية أخيرة
حفظتها في سويداء قلبي
وشعاع ضوء خزنته
أرتوي منه ،،
وأسدّ به رمقي ،،
هذه المرّة !
حين استفيق ...سأدرك
أنّه كان عليّ أن أحصّن حلمي
و ألائمه
مع حجم فجوة صغيرة
كافيه ليعبر منها،،
شعاع ضئيل ..
و قطرة ماء ..
وترنيمة للحساسين ..
فأولئك الذين مرّوا
حين غادروا
خلعوا أبواب قلبي
وتركوا أحلامه
مترعة في الطريق
هذه المرّة !
سأسير الى مخدع اللّيل
وحدي !
أتعرّى عن حلمي تماما !
أتجرّد من تلك الرغبة
المجحفة !
أضع له من غلالات الرّوْم
رجاء ،،
أراود السّدَف عن نفسه ،،
اخاتله ،،
أراوغ سخمه ،،
وادلف الشفق الأبيض
أحضنه ...
- أيّها النور هيت لك !!!
هيت لك !!!
لِجْنِي !!!!!!!
و خضّب لي حلمي !!!
بثينة هرماسي
*************************************
*************************************
" قف على ناصية الحلم وقاتل " م. درويش
هذه المرّة على قدر حلمي...بقلم بثينة الهرماسي / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
19 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: