لا أحبّ أن أكون شاعرا ....بقلم هيثم الأمين / تونس


لا أحبّ أن أكون شاعرا
فالشعراء
و من أجل وجبة ساخنة
و امرأة ساخنة
و الكثير من البيرة الباردة
سيكتبون عن وطن لا نعرفه
حين تصلهم دعوة ممضاة من مسؤول في الدولة
لحضور مهرجان معنون: الوطن في عيون شعراء الوطن.
و أنا
لا أملك من الوطن إلّا بطاقة هويّة انتهت صلاحيّتها من عشر سنوات.
إن صرتُ شاعرا
فربّما ستصلني دعوة
و حين أمتطي صهوة المنصّة
كما يمتطي فارس أحلام حبيبتي حصانه الأبيض
لن أجد في جيب قصائدي
إلّا حزني القديم
و لعنات و شتائم أكيلها للوطن و لسادة الوطن!
و عوض أن أعود آخر النهار
حاملا معي وجبة ساخنة
و امرأة شاعرة
و الكثير من البيرة
سأجد سيّارة خاصة بانتظاري
لتأخذني
لنزل الحكومة.
مازلنا نشتم الوطن،
نلعن الوطن
و نحقد على الوطن
و في محاولة جريئة منه
يقف، فوق رؤسنا، الوطن
يفتح سحّابة سرواله
و يُخرجُ كلّ أيور السيّاسيّين و المثقّفين
و يبول علينا
فتخرج في نشرة الأخبار
مذيعة جميلة
و تقسم أنّ ما نزل علينا مطرْ!
غيث نافع سيزهر به الوطن!
و نحن، بعد ذلك، سننشطر قسمين
قسم يذهب للمساجد بحثا عن الله
و يطالبه بأن يرزقنا وطنا لا يشبه هذا الوطن
أمّا القسم الثاني
فسيذهب للحانات
يبحث عن الفرح في زجاجة خمر
و يدعوها لأن ترزقه امرأة تجيد الدعاء لله برفع رجليها
و فجرا سنلتقي من جديد
لنتبادل الشّتائم
فيما بيننا
و لنلعن هذا الوطن...
لا أحبّ أن أكون شاعرا ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 05 ديسمبر Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.