هل أخلعني من جلدي..؟ بقلم سالم مهيم / اليمن
هل أخلعني من جلدي...!؟
أأستطيع الإنسلال من لكنتي ولساني..؟
من خطواتي الغائرة في الأرض،
من سذاجتي الخانقة،
من وهني المتمادي،
كيف لي أن أغادر أغلالي اللامرئية...!
وسجوني الممتدة عبر الأيام...
لم أعد استطيع سماع دوي البؤس...!
ولم تعد عيناي تجرؤان على رؤية
الخراب...!
العميان يقودون أيامي
إلى هاوية الجنون،
وأراني متلفعاً بالخوف،
يحدوني القلق ،
ويسمرني الهوان في جدران المسغبة
وينهش أحلامي وحش اليأس،
هل يمكنني التملص من جاذبية
الموات،
والفرار من طقوس الفناء المريبة
التي ينفذها أفاكون، لا يؤمنون بشرعة
الحب ،ولا يعيشون سوى في الخراب،
والدماء المتدفقة.
تشابهت أوقاتي
وجفت ينابيع الأحلام ،
وأقفرت كراريسي من روائح البهجة،
وتكسرت أكواب نشوتي،
ويبست أغنياتي على شفاتي المهترئة،
واستفحل الجفاف...!
لا بارقة تلوح في الأفق...!
ولا غيمات تزور ...
الأنظار حائرة تجوس في الفراغ..!
تنتظر الموت لينقذها من الغرق في
المهانة ،
وينتشلها من الخراب ،
ضجت أشواقي حتى أصابها الصمت..!
وركضت حروفي حتى أصابها الأعياء
أبحث عنك أيها السلام الغائب عن
بلادك التي لا ترتضي بديلاً عنك...!
لقد أدخلوها في قواميس الحروب
المهلكة، وأصبحت فريسة للهمجيين،
والأفاقين، ومصاصي الدماء،
وأصبح الأرق قلوباً،والألين أفئدة
في أيدي المسغبة، والبؤس المتوحش،
والفكر الحجري ،والقلوب العمياء،
فمتى ستقبل أيها السلام ..
لتكنس العصور المظلمة،
والحروب الغاشمة ،
والإخوة الأعداء،
وعقوق الأبناء،
هل أخلعني من جلدي...!؟
أأستطيع الإنسلال من نخيلي
وحوكيتي ولساني،
وروائح البحر، والفل، والمونس،
والكاذي، ...؟
هل أخلعني من صمتي الخانق..!
وخنوعي البائس..؟
وهواني المستشري..؟
وهلعي السامق...؟
خطواتي لا تجرؤ على حملي
ولساني لا يستطيع ...
وعيوني لا تحاول استكشاف الدروب،
وأفكاري لاتحلق بي عالياً..
وأحلامي لا تزوني حتى في المنام
تعبت من الإنتظار...!
من استشراء اللاجدوى
من الخوف اللابد في كل زواية وركن
من الأشواق التي انطفأت ..!
من الأمال التي خابت في كل الأوجه
أريد وطناً سوياً ...!
غير هذا....!
هل أخلعني من جلدي..؟ بقلم سالم مهيم / اليمن
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
29 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: