بَينما كانَ جارُنا ....بقلم عبدالكريم إبراهيم / سوريا
بَينما كانَ جارُنا مبتور القدمين
يصرخُ على زوجتهِ الشّـقيّة
ويشـتمُها،
كي تُخيطَ جواربَهُ المثقوبة
وبينما رجلٌ كانَ
يسيرُ أمامَ أولاده كـذكَرِ البَط
ويعلمهم كيفَ يمارسونَ
رياضةَ البُصَاقِ على طريقِ المدرسة،
وكيفَ يَبُولونَ على الجّدرانِ
أثناءَ عودَتهم
وبينما يُشعِلُ سجَّانٌ سيجارة،
ويطفئُ اثنتينِ أُخرَتَين في جسدِ سجينٍ
أدمَـنَ الحروق واللّدعات
وأخذَت اعترافَاتهُ تتبخرُ
آهاً تِـلوَ آه
وبينما كانت دبّابات ٌ كبيراتٌ
تتدرب على عَـدِّ القذائفِ
وتسجلُ أخطاءها
على الجدرانِ وسطوحِ المنازل
وبينما تفتحُ المقبرةُ ذراعَيها
مُرَحِّبَةً بالقادمينَ
من ساحاتِ المعارك
ومن المعتقلات...
لتحتضِنَهُم بصدقٍ لَم يعهدوهُ من قبل
كنتُ وَحدي
في الشارعِ الذي تصفعُـهُ الشّمس
أحاولُ أن أخلعَ ظِـلّي الذي التصَقَ
على جدارِ المخبَز
عندما كنتُ أسرقُ رائحةَ الخُبز
لأطفالٍ يختنقونَ بجوعِهم.
-عبدالكريم
بَينما كانَ جارُنا ....بقلم عبدالكريم إبراهيم / سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
29 ديسمبر
Rating:
ليست هناك تعليقات: