أُحبّ أن أَبدُو مُختلفا ...بقلم إبراهيم مالك / موريتانيا
أُحبّ أن أَبدُو مُختلفا
و أعيش على سَجيّتي،
لا أبذِل جُهدا في أن أتحسّن
و أُؤمنُ بتقلّبات الزّمن و المَزاج
و بما قد يحدُث مُستقبلا،
أصمتُ أكثر ممّا أتحدّث
و أتأمّل أكثر مما أُعّبر
و حين أود التّعبير عن غضبي
أكتُمه بغيظ في قاع قلبي!
أَخرج صباحا إلى العمل،
لا أبتسمُ أمام زملائي
أو حتّى رئيسي
بل أُقابله بيَدِي الباردة
و وَجهي العابس
و عيني النّاعستين
بِداعي السّهر،
و حين يُفاجئني بابتسامته المعهودة
أتجاوزه بِحذر و صَرامةٍ مكتُومة
كل إمرأةٍ جَميلة أُصادفها في الشّارع
ليست سِوى قَصيدة سيّئة
أعجزُ و أستعجلُ عن قِراءتها
لقد تعوّدتُ أن أعيشَ الكارثة قبل أن تَحصل..
و ٱن أُعانق الحُزن قبل أن يحلّ مَوسمه
أَبكي قبل أن أضحك،
و أحزن قبل أن أفرح
تعوّدت على الضّحك فقط من شدّة البُكاء!
مَساءً أَعود إلى البيت
حاملا معي حُزنا
و غَيمة،
أعود مُختبئا مثل فأر
المرأة التي تُقابلني بعناقٍ حار
و قُبلة على الخَد
أتعامل معها ببُرودة قاتلة
أُعانقها مثل وردة
سَتذبل قريبا و تختفي
هؤلاء الذين يُنادونني بَابَا
لا يُلفتون إنتباهي بالمرة،
فقط يُمكنني أن أبتسم
أمام كل كائن صَغير
و إن قرّرت أن أُداعبه
أتراجع فورا،
مَخافة أن أكون شَخصًا حنُونا
ليس الأمر في أنّني مُكتئب
و لكنّني خائف، و أفكّر فيما قد يَحصل،
ليس الأمر في أنّني خائفٌ فَحسب
بل أنني وحيد، و لا أريد أن يتقاسم
أَحَد معي هذه الوحدة..
لست حزينا و لكن....
لست سعيدا أيضا،
بالتّأكيد في عَقدي الثّالث الآن...
لكنّني قابع في الثّلاثين عام
التي لم تأتِ بعد،
أفكّر في ال 2050
و أنّني سأعيشُها هكذا بعد أن أفقد كل شيء!
لقد فَقدت كل شيء، و أنا أُفكر فيما سَيحصل بعد فقدانه!
ما يُؤلمني فقط أن كل ما أردت أن أعيشَه، خَسرته دُفعةً واحدة، حين فكّرت بالعواقب..
لم أَعمل كما يجب،
لم أكتُب قصيدة ً واحدة
لم أُُقبّل المرأة التي أُُحب
و لم أُلاعب طِفلا صغيرا،
لم أكن أبتسم
لقد إرتكبتُ خَطآ فَظيعا في حَياتي الماضية..
لم أكُن سَعيدًا.
أُحبّ أن أَبدُو مُختلفا ...بقلم إبراهيم مالك / موريتانيا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: