أين أنت يا فيالق المخاوف ....زكريا شيخ أحمد سوريا
ما الذي بدد خوفي و قضى على مخاوفي ..!
أين أنت يا فيالق الخوف و المخاوف ..!
تعالي أرجوك تعالي كيفما شئت ؛
تعالي كفوضوية أطفال المدارس
حين يتدافعون من المدارس الشعبية المزدحمة
أثناء الإنصراف ،
لا تصطف كجنود نظاميين
او كطابور إنكليزي .
تدافعي كالمدنيين الراكضين للملاجىء
أثناء القصف الشديد .
تدافعي كما يتدافع المحاصرون
حين تأتي صناديق المواد الإغاثية .
إنطلقي بكل ما تحملين من قوة
تعالي لتغرزي سهامك و نبالك في صدري ،
اسقطي على صدري كقنبلة هيروشيما أو ناغازاكي .
أريد أن امتلىء بالمخاوف .
.
هل هذا أنا الذي كان يثير مخاوفه مصير ملعقة باردة
في كأس شاي ساخن
أو مصير كأس باردة أثناء إمتلائها بماء مغلي ..!
هل هذا أنا الذي كان تثير مخاوفه قطعة الثلج التي كانت تستغيث في كأس الكولا ،،!
هل هذا أنا الذي كان تثير مخاوفه و قلقه
الفراشات التي تقترب من النار
و النمل حين تجرف السيول الأتربة و البيادر .
هل هذا أنا الذي كان يخيفه التأخر عن موعد ..!
و ترعبه فكرة أن يكون سببا في حزن و لو مثقال ذرة
يصيب اي إنسان في العالم ..!
هل هذا أنا الذي ما عاد يأبه للخسارات ..!
أعلم أن العالم يعتبر عدم الخوف شجاعة ؛
لكني لا اريد هذه الشجاعة ؛
اريد أن أكون طافحا بالمخاوف ؛
لأني باختصار شديد أريد إستعادة طبيعتي الإنسانية .
أين أنت يا فيالق المخاوف ....زكريا شيخ أحمد سوريا
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
20 يناير
Rating:
ليست هناك تعليقات: