الخروج عن النص ....بقلم سالم مهيم / اليمن




 لا حكمة في الجراب،
ولا ضوء في الأفق،
هناك غيمات تفاجئنا على حين غفلة،
في الصباحات الشتائية التي لا تحلم بالمطر، فهل يفعلها السلام....!؟
 أم نظل أسرى لهواجس الخراب...؟
 وللأخبار الملفعة بالخوف والقلق..؟
شاب يحاول اقتناص الأحلام في الصباح المبكر ،فيقتنصه شرك الموت، وهو يتطلع نحو البحر الذي يعانق النخيل،
 أي صباح هذا الذي يفتح ابوابه الموت،...!؟
المسرحية تبدو بدون خاتمة...
والممثلون ابتدعوا نصاً آخر،
والنظارة أرهقهم الإنتظار ..!
- فيم جلوسكم هنا وقد حاصركم الظلام..؟
- في إنتظار جودو...!؟
- ألم يجيء حتى الآن...؟
- لم يجيء بعد...!؟
- ألا يعلم أن الينابيع قد جفت...
والنخيل مات واقفا..
والأقنعة تساقطت...!
 والكلمات يبست على الشفاة...
والأحلام طاردها الأرق...!!؟
- لا علم لنا...!
هل نعيد تشكيل ذواتنا
لكي نصبح حجارةً
فنكون كما قال : ليت الفتى حجر
تمضي الحوادث عنه وهو  ملموم
ليفعلوا ما شاءوا
ليسرفوا في إغلاق الأبواب
ليمعنوا في إشاعة الخراب
ليذهبوا بعيداً في تكميم الأفواه
ليغرقوا كل شيء في كآبة أفكارهم
ليدهنوا الحياة بخسة أنفسهم
ليولموا كل وردة للهباء
وكل بسمة للحزن
وكل طفل للمسغبة والهلاك
وكل نورس للأقفاص
وكل يمامة للسكين
وكل شمس للظلام
وكل نشوة لليأس
ليولموا البلاد للرماد
والأعين للسهاد
أذار آتٍ رغم كل شيءٍ
والغيوم تلف أيامنا في غير أوانها
وروائح الطلع تدوي في أرجاء الوادي
وأزهار السلام تتفتح رغم أنف الحرب،
ورغم ترقرق الدماء في جداول الأيام
وتناثر الأشلاء في فضاء الحلم...!!
 إلا أن الغد يومئ...!!
 والغيوم تلف الأيام...!
 وروائح الطلع...!
 والأيدي تتأهب...
وجرار الأشواق تفيض...! 
ويبدو أنني كما خرج الممثلون على النص
قد خرجت...!!
 وأخذتني بشائر الغد الآتي
رغم حلكة الوقت
ووعورة الدروب
وشراك الموت المنتظرة..!!


الحديدة- اليمن -سالم مهيم
الخروج عن النص ....بقلم سالم مهيم / اليمن Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 14 يناير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.