نهر العاصي يتذكرني... بقلم فاطمة شاوتي / المغرب

 

على المَسَامِّ زمن الأطفال...
يداعب مخيلة النهر
وعلى صخرة الألم حنظلة...
يتأمل صمتنا
الأمل عنكبوت...
يصنع بيتا دون فاكهة
التراب..

أيها الطفل الكبير...!
لمْ يُغْلِقِْ الأمل باباً
على صوتك...
ولا شباكاً
على حلمك...

أيها الطفل الكبير...!
اِمْنَحْنِي شمسك
لأرسم للبحر وجهي....
وازرع للأرض
عينا من زجاج....
لاتكسر وصية النوايا
ولا اغاني الأثير...

الغرباء أفرغونا من الوطن...
و النهر أفرغ العصيان
من أحلامه...
كي لايفرغني مني
ولاافرغه منه...
تذكر أنه ذات حب
مر عاشقون دون اسم
من هنا...
شربوا جذور التراب
كي لايقتلعهم الطوفان....

كانت بلقيس دون نزار...
تتجول بذاكرة الشعر والحب
وكنت أرى أشباحا...
دون أقدام
دون رؤوس...
تفتح العَرِينَ دون زئير
والعاصي يشرب راسي...
فأسكر بالحصى
واشرب الياسمين...

أقاوم النوم في جثث...
تغزل نصرا بحجارة
أصابع الماء تنشر خبرا :
موتوا تحت شجرة الميلاد
كل رأس سنة...!
فلستم سوى أشباحٍ
في كهف...
لاتطل منه سماء
أطل من رأسي جثة...
في ذاكرة النهر
فلاتنس أيها النهر عصاي
وعصياني...!