أنا أمّيٌّ في ثلاثة علوم ....بقلم هيثم الأمين / تونس




أنا أُمّيٌّ
في الحبّ و في النّساء.
و لا أفهمُ كيفَ
لرجلٍ أن يخطّ شهوتهُ
على جدار امرأة لا يعرف مقاسات حزنها !
و لا أفهمُ كيفَ
للمدينةِ؛ هذه المرأة العاقرُ؛ أن تُنجبَ على أرصفتها
كلّ هذه الحفر، أعمدة الإنارةِ
و مئات الأطفالِ الخارجين عن الحبْ !
أنا أُمّيٌّ
و لا أفهم شيئا في الحبّ كما في النّساء.
لا أفهمُ كيفَ
يكون الرّحيلُ مرادفا صادقا لـ "أحبّكَ"
و كيف يكون الوجعُ
شارعا رئيسيّا في مدينة الحبْ !!
لا أفهمُ كيفَ
تواصل السّاعة الصّغيرة، في يدكِ، تكتكتها
و تتعطّل ساعة الانتظار المعلّقة على جدار قلبي
ثمّ لا أموتُ و لا تعودين !!
أنا.. لا أفهمُ كيفَ
تكون امرأة بحجم حضني،
خارج حضني،
شاسعة كما السّماء
و يكون حضني،
خاليا من تلك المرأة،
أضيق من قبضة ترابْ !
أنا لا أفهمُ كيفَ
تصيرُ امرأة شعوبا
أو تصيرَ مدنا ورديّةً
أو مليون حانةٍ
في صدر رجلٍ لا يتّسعُ لقصيدة وحيدة !
و لا أفهمُ كيف يصيرُ رجلٌ شرقيٌّ
عصفورا ينام، دون ذعر، في كفّ امرأة تحمل بندقيّة؟ !
أنا أُمُّيٌّ، جدّا، في الحبّ و في النّساءْ
و أحتاجُ
امرأة تعلّمني
كيف أصير نبيّا
أو نهرا
أو غابة لوز
أو جرحا يكتُبُ الشّعر و يغنّي...
امرأةً
تدُسُّني، حلما صغيرا، تحت وسادتها،
تجعلُني
سببا وجيها لضحكتها،
تنشر اسمي
على حبالها الصّوتيّة
لأجفّ من تعبي
و تحملُني، نظّارتين، كلّما فتحت صندوق أسرارها الصّغيرْ.
أنا أمّيّ
في علم الحبِّ،
في علم النّساءِ
و في علم القصائدْ.
أنا أمّيٌّ في ثلاثة علوم ....بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 19 فبراير Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.