نصف رجل بحزن كامل .....بقلم هيثم الأمين / تونس
تحت الجسر؛
نصف رجل و امرأة بحزن كامل
أو، ربّما، هما
نصف امرأة و رجل بحزن كامل!
الجسر ليس معلّقا.
لا هاوية تحت الجسر،
لا نهر تحت الجسر،
لا ضفّتين يتوسدهما الجسر و يسترخي
و لا جسر هنا!
الجسر أحجبة
يخلقها النّصف رجل
و تفكّها المرأة التي بحزن كامل.
الجسر أحجية
تبتدعها النصف امرأة
و لا يفكّها الرجل الذي بحزن كامل!
يلهثان؛
النصف رجل و النصف امرأة.
يتعاقبان على بعضهما؛
المرأة التي بحزن كامل و الرجل الذي بحزن كامل، أيضا.
الآن، الجسر لعبة؛
هما... يتّحدان؛
و يصيران طفلا كاملا بحزن كامل!
و أنا
أحدٌّق، في المشهد، من وراء النافذة،
أعدُّ أحد عشر أصبعا في كفّيَّ
و كلّما رميت، على المشهد، عقب سيجارة
تصير أصابعي عشرة!
الآن، أنا في المرحاض
أصنع من أصابعي جسرا،
أصنع من ذاكرتي ركائز للجسر
و أتبوّل حزنا لزجا!!!
و بعد عشرين عاما،
سيكبر الطفل داخل حذاء بكعب
ليصير نصف رجل بحزن كامل
أو رجلا،
تحت الجسر،
مع نصف امرأة....
نصف رجل بحزن كامل .....بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
12 فبراير
Rating:
ليست هناك تعليقات: