صورة بعد ثلاث سنوات ..بقلم هيثم الأمين / تونس
في القطار،
و بعد ثلاث سنوات،
بكامل وجهي الحزين رأيتك تبتسمين !
هل كان،
ظلّه في قلبك،
هو سبب ابتسامتك العريضة/
كانت،
في عهدي،
كلّ ابتساماتك حزينة
و كنت ترتكبين الضّحك
بخوف واضح
كما نرتكب فضيحة الحبْ/
أم جليستك،
التي أعرف خفّة روحها،
هي من جعلتك تضحكين؟ !
هل أتعبتك السّفرة الطويلة في القطار
و البلوزة البيضاء التي ترتدينها
أ حقّا هي لك؟ !
على مدى ستّ سنوات و أنا أظنُّ أنّك لا تفضّلين اللون الأبيض
و لهذا تعادين سجائري البيضاء بالكامل !
جميلة أنتِ
في البلوزة البيضاء مع الشّال الأسود
و مع تلك الابتسامة العريضة جدا !
هل وصلتِ بخير؟ !
أرجو أن لا تكون حرارة الجنوب قد هيّجت عليك
الصّداع النّصفي
و حزنك القديم !
تغيّرتِ كثيرا؛
كنت أظنّ أنّي سأصادفك، يوما ما، في نفس جسدك النّحيل
و ما كنت أظنّ أنّك ستكتسبين
وزنا إضافيّا واضح الملامح
كوضوح ملامح وجهي الحزين !
أأنت بخير
أم أنّ الصور مازالت تخدعني
و مازلتِ ترتدين نفس الجسد النّحيل؟ !
لقاؤنا، في القطار، كنت أحتاجه جدا
و ابتسامتك العريضة جدا
كنت أحتاجها جدّا
و ابتسمتُ،
في وجه صدفتنا،
رغم ثبات ملامح وجهي الحزين؛
ربّما، أنا محتاج لأكثر من هذا لأغادر وجهي الحزين؛
صوتك مثلا؛
عنوانك الجديد،
رائحة عطرك، لون طلاء أظافرك،
قصّة شعرك الجديدة،
ملمس كفّك
و، ربّما، اسم حبيبك الجديد !!!
في القطار،
و بعد ثلاث سنوات،
ابتسامتك العريضة
جعلت شعوب الحزن السّاكنة صدري
تثور في وجهي
و تطالب باسقاط حكم أصابعي
و أنا،
و كإجراء أمنيّ مستعجل،
أؤكّد لهم أنّنا لم نلتقِ
و لكنّي
رأيتك في صورة !
صورة التقطتها جليستك و أنتما تسافران على متن القطار
و كنت، فيها، ترتدينْ
بلوزة بيضاء،
شالا أسود،
ابتسامة عريضة جدا
و وزنا إضافيْ
و كنتُ،
خارجها،
بكامل وجهي الحزين.
صورة بعد ثلاث سنوات ..بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
01 مارس
Rating:
ليست هناك تعليقات: