أعرفُ أنكِ تمتلكينَ شيئًا ما ...بقلم محب خيري الجمال / مصر
أعرفُ أنكِ تمتلكينَ شيئًا ما
تصنعينَ أقمشة القسوة البليغة
على جدار الروح
للقادم من العطش،
أتيتكِ من ثقبٍ أفرخَ بوابل الفراغ
ووشوشات البيوت القديمة فى أذن العتمة
أترنحُ كدخان القش
لا أفلحُ فى نقش ملامحي المسكوت عنها
ملامحي التى تنتعل رعشة الموت
وأنتِ تلتحمين بمشهدٍ طويل
عن فتنة الضوء
عن وثائق حبٍ لم تكن يوما لي
عن جمرة تنام تحت إبط شمس متعبة من سفر ممل
تكومين صخور الكلمات على هيئة مكبرات صوت
وتزرعين سحنتي المبعثرة كمجاز ناتئ
تغربلين الصباح وتضمين صوتي على حافة رصيف يسعل فى رئتين من سراب
تغافلين الجنود وتبتكرين قيثارة المطر
كمفتتحٍ جديدٍ لإحتمالات الحرب
تجففين مناديل الرياح من غبار معركة الماضى
وتلوحين للجثثٍ معلبة على صفيح الذكريات
لحظة اقتناص الروح من كتب التاريخ
تعثرين على موسيقي قديمة فى كهوف الجبال
وتمرحين كطفلة وجدت لعبتها المفقودة
ستحكين لي عن كل شيء ضائع
وتعترفين ببساطة
كم دفع لكِ القناص من زمن القحط،
وأنتِ تكلفين نفسكِ الكثير من مساحيق التجميل
كم كانت جثتي مثيرة للشفقة
وأنتِ تعرضينها للبيع فى مزاد الأنتيكات البائسة
وكيف كان الأصدقاء يصفقون لذلك
أعرفُ أنكِ تملكينَ شيئًا ما
يطوقني كحبل طين يكفكف الطريق
محاطا بكومة من إتساع الفحم
وإحتشادا لم يحن الإعلان عنه
وحدكِ تقفين تحت المدى
تلمعين توابيت الحروف المستهلكة
وتبحثين عن صوتى فى عاصفة الإزدحام
هذه لحظة جيدة بالطبع
ستقرسين صدغ الشجرة بقوة صياد عظيم
فقد قارب عُمره فى ليلة قمرية
وتملئين جيوبها الخاوية ببشرتي
من جانبي سأستعير روح قصيدة شابة
لم تلوثها إلتهاباتي المراهقة من قبل
ونحكي معا
سيكون الحديث مثمرا بالعصافير
سأنتمي أليكِ بكامل إرادتي
سيكون مزاجى عفويا كخبز دافئ
سأتركُ أدوية الأعصاب تنام وحيدة على فراشي
سأزحزح فقرات ظهرى قليلا إلى الأمام
حتى تكونين على كتفيّ طليقة
تمشطين ضفائركِ الطويلة كدوحة تتنزه فيها جراحاتي
تجهش الجداول من ساقيكِ بالغناء
وترقص غيمة فضية أسفل عنقك
وأنتِ تطلين كبارجة عملاقة
تبحث عن بقايا ضحكتي فى محيط العراء
فقط
أتيتكِ فأخبرينى
كيف كنتِ تُغرين الطائرات الحربية
ببتر صوتى فى بيوت الفقراء
وتتركين خلفكِ وعاء الأسئلة
مُتسخًا بالرصاص،،
...
محب خيري الجمال
مصر
أعرفُ أنكِ تمتلكينَ شيئًا ما ...بقلم محب خيري الجمال / مصر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
14 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: