لا معارك لهذه الليلة ...بقلم هيثم الأمين / تونس
لا معارك لهذه الليلة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لا معارك أخوضها اللّيلة؛
يتوسّد رأسي،
المحشوّ بالخطط البديلة لتفادي الموت،
صدري المتعبَ
و ينامْ.
في الزاوية العلويّة لغرفتي،
عنكبوت أعزبْ
يجلس رأسا على عقب
و يكتب عن السّعادة الزّوجيّة
و عن الحبْ.
يسعلُ المغنّي،
الجالس داخل حاسوبي،
من كثافة دخان سجائري
و يغنّي،
بحنق،
نفس الأغنية التي أسمعها منذ الصّباحْ !!
لا تعبُر المعبّدَ... وحدَكْ
سيدهسُكَ... صمتٌ مجنون يركب الصّدى !!!
تصرخ قطّةٌ
في وجه صغيرها الأعرجْ.
لا معارك أخوضها الليلة؛
أنا الذي
لا معارك لي
و كلّ هزائمي كانتْ
نبوءات سبقت ميلادي.
سأنسحبْ
من ذاكرتي،
من اللّغة،
من آخر أخبار المدينة
و من أصابعي الثرثارة
إلى
ما وراء خطّ الصّمتْ
حيثُ الأحلام تولدُ مبتسمة
و تموتْ
متخمة بالفرحِ و بـ........ أغاني الوصولْ.
لا معارك أخوضها الليلة،
فحصاني الورقيْ
ما عاد يصهلُ في وجه القصيدةِ
و ما عاد يحبّ السّكّر من كفّ حبيبتي
و أنا
ثملٌ جدّا
بعد أن شربتُ حانة جديدة و مقبرتينْ
و نافذة
فكيف سأمتطي حصاني
و لم تنبُت لي، بعدْ، أرجُلُ طاولة
أو
أرجُلُ كرسيْ؟ !!!
و مازال
كلّ الدونكيشوتيّونْ
يغنّون في رأسي،
النائم،
أمجادهم في أسرّة النّساء
و أنا
لا سُرّة رشّحتني لدور البطولة في مسرحيّة حبْ.
لا معاركَ أخوضها الليلة؛
فقط،
أترنّحُ، كتفا لكتفٍ، مع ظلّي
و نتجشّأُ حلما عالقا في رفٍّ حكوميْ
و نضحكُ
من رصاصة تطاردنا في الشّوارعْ
لتسرق أحذيتنا منّا
فلا يؤلمها شوك الجثث على الرّصيفْ.
لا معارك أخوضها الليلة
و لا معارك ستخوضني الليلة
و هناك،
حيثُ اللّاأحد ينتظرني،
سأبيع رجلا مهزوما
ربح كلّ معاركه
و خسر الحربْ.
هناك،
حيث لا أحد سيتذكّر مروري،
سأبيع كلّ قصائدي بالتّقسيطْ
لرجال و نساء أميّينْ
خسروا كلّ معاركم
و ربّما،
خسروني...
لا معارك أخوضها الليلة؛
سأُريح رأسي من سفرهِ
و على صدري المتعبْ
سأحكي له حكايات عن مشانق ورديّة
و عن قتلة لطفاءْ
و سننامْ،
ثلاثتُنا،
تحت جسر يقطّب جرحا قديما
و سنحلمُ،
ثلاثتُنا،
بأنّنا انتصرنا في معارك لم نخضها.
لا معارك لهذه الليلة ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
13 أبريل
Rating:
ليست هناك تعليقات: