هروب الفكرة ....بقلم أحمد رافع / العراق


هروب الفكرة
___________
          I
لا تزال هاربة ،
منسيةٌ خلف المرايا المتهشمة
لاهثةٌ تسعى أن لا يصيبها الإحتراق
أن لا  تنساب بين أصابعٍ متفحمة
لئلا تكون وتيرةُ الدخان
أو بقايا قش في يدٍ مقطوعة
أو هرطقة من وقع المجهول

يهتز الكرسي وتختبئ في زجاجةٍ
لكنها رطبة تحاول أن تنفلت من قيدٍ صارم
تتيه القصيدة في ذُقني
كنت على وشك أن أمسك ذراع الليل
لكن المحبرة تتناءى في انسكابها
تدخل إلى فمِ الهواء
وتختفي على حين غرة

الفكرة تقرع الباب مثلما مطراً
المفتاح عاقراً ، ليس ثمة بوابة أخرى
تنصتُ إلى وقع الحوافر ،
إلى الضجيج اللامرئي المخبوء في بطن الشارع
تنساب في المجرى وتموت

         II
حاملاً فكرتي المنطفئة ،
من كوّة تتثاءب ملياً
والمصباح يهرب أيضاً من هلعِ العتمة
سأقف عارياً بوجه الشيطان
وأُخالج تلك النبرة المتصدعة برعشة جسدي
علّ الفكرة تأتي من شقّ الجدار
أو من توهيمةٍ مشرذمة باليأس
أو من فوهةٍ كاد أن يغلقها أبليس بحلمةِ إمراة
أو من سنبلة تتلوى في فمِ الفأرة
        III

هل ستجيء على أجنحة الذبابة ؟
يا لطنين البؤس العائم في أُذني
أو تأتي على أجنحة الفراشة ؟
يا لرقة الفانوس الصامت
أُفكر مثلما حشرة ،
علّني أدخل إلى الجدار
أريد أن أصل إلى جيب الشيطان مجدداً
أترك على مائدته نهد منتصب
وأعيدُ فكرتي الهاربة

4,April

ثلاثة مقاطع من قصيدةٍ طويلة كتبتها للفكرة التي هربت

هروب الفكرة ....بقلم أحمد رافع / العراق Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 04 أبريل Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.