وارادات الوقت.. الفصول 7,6,5,4,3,2,1 بقلم الشاعر المصري الكبير محمد أدم
قيل لها: أهكذا عرشك. قالت: كأنه هو...
قيل لها: ادخلى الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها.
قرآن كريم
فصل
[ 1 ]
ليكن ...
سأتبع الضوء إلى عتمة أخرى وأقيم فى الفضاء صلواتى
إلى أن يحل الليل رموزه فى غابة النهار
ويحل النهار شفرته على مغاليق الليل..
سأتبع امرأة ما إلى بلد ما وأكون بمثابة الشكل للمعنى
سأدخل الحديقة أولاً
وأقف على سدرة الرأس وأتنفس ما بين النهدين هواءً صافياً
وأقيم بناءاتى ما بين النهد وشريعة النهد
وأؤذن للصلاة من غسق الليل إلى مطلع الفجر.
فصل
[ 2 ]
هل يغسل النهار قدميه فى جسد الليل
أم يتمدد الليل فى حديقة النهار ويظل هكذا نائماً عرياناً
النهار يقول لليل: أنت قبضة فى يمينى
سأشرق عليك بنوافذى
وأفتح عينيك المغمضتين وأرتب أمراً ما
وأجعل كل جزىء منى
يقف على حقيقة كل ذرة منك
هنا سأبتكر لك كلاماً ما يليق بك
فابتكر لى كلاماً
يليق بى
وأخرج من معناك إلى فوضاى
ومن فوضاك إلى معناى..
فصل
[ 3 ]
هل أحمل فى يدى مشكاة وأقف على بوابات جسمك
وسراديبك وأتسلل من بين عساكرك وأعضائك عساى أحيط
بك؟!
النهار يقول لليل: لماذا يقف الخيط الأبيض قدام الخيط الأسود
وينازله؟ ولماذا اختلط اللونان؟
أأنت معني
وأنا معنى؟
ما هو معناك إذن..
وما هو معناى؟
الليل يقول للنهار: أنا من طينة وأنت من طينة أخرى
أيها النهار: سأقف على قيد ذراع منك وأنازلك وأفصح عن
هيولاك
إذن..
أعدك بالمحو كما تعدنى بالصحو
أنا سكرك وأنت إفاقتى أيها النهار
سأورق على تخوم شمسك
أنت من رعاياى
كما تعدُّنى من أتباعك....
فصل
[ 4 ]
ليكن...
سأتبع الضوء إلى عتمة أخرى
وأتبع امرأة ما إلى بلد ما..
وأكشف عن حصى الرغبة على حصير الجسد وأوسِّد الشهوة
مفاصل النساء
وأفك كل حرف من حروف الأبجدية بقبيلة منهن وأقيم بين
كل امرأة وجسمها أعراساً
وحقلاً من الرجال يزرعون دأباً فيحصدون ويحرثون من أول
الليل إلى آخر النهار عندئذ
سأقول للمرأة هيئى عرشك لى
فتقول: بخ.. بخ.. هييت لك ما أجملك!!
فصل
[ 5 ]
أنا أول الحرف
وأنت آخر الكلام..
أنا أول الضوء وأنت آخر الظلمة
أنا الأبد والأزل وأنت اللحظة المجزوءة لاغير
أنا السدرة وأنت الهاوية
دعنى أكشفك لى وأكشف لك عنك فأنكشف أمامى أنا المعنى
وأنت شكل المعنى
قلت أستخلص من النساء واحدة وأزين بها عرشىَ فلا أبالى
بالليل
ولا أعبأ بالنهار
حيث الحياة رحلة دائمة إلى الموت الدائم
والموت رحلة دائمة إلى الحياة الدائمة/
هى مركز الدائرة
وأنا نقطة على المحيط..
هى المجرة السابحة فى الفضاء الغويط وأنا الجزىء الغُفل
هى رمز الصيرورة
وأنا زمن التلاشى.
فصل
[ 6 ]
هناك..
حيث يرقد الأزل فى بحر الهيولى والكائنات بلا اسم ولا رسم
وبلا شبح
أو صورة
حيث كل شىء كأن لم يكن
هو العدم فى مجرة اللانهاية إذن... آ... آ...آ
حيث الكاف خارجة لتوها من الظلمات
ومتوجة بالإرادة والرغبة
حيث الزمن لا شىء
والمكان لا مرئيات.
سأقول للريح أن تنكش البيوت والشوارع وتطفىء المصابيح
وسأحترق بالرماد يوماً ما
وأصلى على جثمانى صلاة دائمة حتى أرى القمر بازغاً
فأقول له:
أأنت هى؟؟
فصل
[ 7 ]
عينها بحيرة ساكنة
وجسمها براكين...
صدرها مجرة مكشوفة ونهدها أغادير
جذعها نخلة ضارية وبطنها فتوحات
وما بين النهد وعريشة النهد تكون سموات وأرض برمل وأشواك
وعلى ساحل النهد تكون غابات بها الوحوش حشرت
ومن الأحراش ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
وعلى جزيرة الجسد ترتبك الذاكرة ويبحث الزمن عن اكتماله وفوضاه
هل يكشف الزبد عن سره
وينقبض البحر إلى نقطة فى الدائرة؟
أرى شجرةً زاكية تخرج من فوضى الجسد وجذع المرأة فأظلل
بها وأكلل بها وقتى
إلى أن تُرِيَنِّى من الحال والكلام ما أخوض به لجة الجسد ومحار الحرف
وأنجو من الموت فلا أطفو إلا على ساحل الجسد أو أموت ولا
أخرج منه إلا إليه
عندئذ
أشرق بنور شمسى على بحيرة الجسد الخضراء وأتهجى حروفه
وأفك مغاليقه وطلاسمه.
وارادات الوقت.. الفصول 7,6,5,4,3,2,1 بقلم الشاعر المصري الكبير محمد أدم
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
26 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: