سبعة نصوص للشاعرة السورية كوثر وهبي



كغيمةٍ ثكلى
يمرُّ النهار
مثقلاً بالدموع
    والذكرى

مدينةٌ سَكرى
  قلبي
أوقظُ الصباحَ
    باللعنات 

في المجاز ..
أركضُ بلا هوادةٍ
 نحو الشِعر ..
كأنه في اللهفةِ
   أمي ..

 كادت حروفي
 تحترق لولا مطرِ
    يديك

في الحياة
 أنا حفرةٌ
لاصطيادِ الحزنِ

دمعٌ للوداعِ ..
   دمعٌ للبلاد
 دمعٌ للحبِّ ..
   ناعورةُ حزنٍ
      رأسي ..
فكيف تجفُّ
   سواقي القلب
:::
:::
--------------------------

أعرف أن الطريق
 ستنكسرُ مرةً واحدةً
وأخيرة ..
ولن أحزن لهذا !

كيف نمتحنُ اليقين
في الإدراك
خارج العقل
أو في رجفة قلبٍ
يخاف كثيراً

كيف نمتحنُ اليقين
في اشتباه الأجوبة
أو تماهي الوجوه
بالوجوه
ومحاباةِ الألم ..

تقشرُ الأفكارُ جلدتها
تنسجُ نرجسها
الحميم
من دمي
وتعيدُ كسري
كما الطريقُ ..

أتقنتُ كثيراً
صناعة الفشل
هي رغبةٌ في الانتقام
ربما ..
أو وصولاً آمناً
للا معنى

عقربٌ يلدغُ ذاته
كلما اشتهى فريسةً
لا يحظى بها
هذا
القلق
  !!!
---------------------------'

الأيامُ نفقتْ ، كطيورٍ
مصابةٍ بالطاعون ..
ظلَّت تنقرُ رؤوسنا الصلدة
ولم نصرخ مرةً ، من الألم
الأيامُ نفدتْ .. ولم ينفد صبرُنا
الطويل ..

الجبُّ تغزوهُ الأفاعي
ولا من يَهبُ الطريق
تمائمَ الرجوع ..
ولا سوسنةٌ تمنحُ العطرَ
لصباحات البلاد ..
ليس إلّاكَ أيها الغياب
وعيونٌ معلقةٌ بقمرٍ بعيد ..

فرغتْ دلاءُ الكلام
وما فرغَ الوقتُ
من إحصاء موتنا
الكثير ..

11/5/2019
--------------------------

أنسحبُ
كشعرةٍ من عجين الشِعر
لا ألوي على حرف ..!
الشعرُ .. وصفٌ فائضٌ عن
حاجة الجمال ..
أو جمالٌ زائدٌ عن وصفِ الحياة

الحرية .. أن أمزِّقَ قميصَ الكلمات
التي لا تزعقُ بوجهِ النفاق المؤدلج
"كمنطلقاتٍ نظريةٍ" لواقعٍ ينشحُ
عفناً وزيفاً ، ورياء ..
الحريةُ ..
أن أخلعَ ثوبَ المعتاد عن
جسدٍ يفرُّ كطيرٍ جارحٍ
خارج حدود المعنى ..

الألمُ أن تشعرَ
 أنك تعيشُ في حاوية قمامةٍ
الخروجُ منها ليس ممكناً
كما البقاءُ فيها
اختناقٌ كاملُ الأوصاف ..
أن تكون ..
بريئاً كأول التبرعم ..
 كآخرِ السجود
طفلاً لن تبلغ سنَّ المعصية ..
::::
قديم ..
-----------------------

سنيناً أنازعُ الخواء
حتى تملَّكني ..
جعبةٌ خاوية
تنزُّ جلدها

في الصباح وحيدةً
يفرُّ من رأسي الحلم
أهزُّ رأسَ الذاكرة
فتستقيم ..

أوقنُ بعد فواتِ الفرح
كم ضحكةً خسرتُ ..

أحنُّ للصبحِ
في فيروز عينيك
مسرفَ الهوى ..

في البيت ركنٌ
يشتاقُ حزني ..
نديُّ الذاكرة ..

للقلبِ ما أعطى
للقلبِ ما جَرح ..

كثيرُ الغِوى ..
ما شبَّ عن الطوقِ
هذا الغياب ..!!
:::
مُعاد ...
----------------------

أردتُ أن أطير
لكنني مقصوصة الجناح
الأرضُ تشدُّ قدميّ
وروحي معلقةٌ بالنجوم
ما لهذه السماء
كلما اتسعت رؤايَ
تضيق !!
——-
ثلاث سنوات قبل الكورونا 🙁
---------------------------

أمتهنُ وظيفة جسرٍ
مشدودٍ من جهتيهِ
إلى ضفتين قاحلتين
يعبرهُ الآخرون مطأطئين ..
فيما هو يجثو
 فوق نهرٍ مالحٍ
من دموعهم ..
::::
كما لو أنَّ كراتٍ معتمةٍ
تشكِّلُ الحزنَ ..
كما لو أنَّ الفرحَ مضيءٌ
كذراتٍ صغيرة ...
وللقلبِ ألفُ عينٍ ترى ..
ومع كلِّ هذا تسودُ
العتمةُ أكثر ..
::::
نبدو كمهرجي السيرك
بأقنعةٍ ضاحكةٍ ..  نلبسُ
عصيَّاً خشبيةً
مهددون دوماً
بالسقوط ..
يصفِّقُ الجميع ..
بينما دمعٌ كثيفٌ
يصعدُ في الرؤوس ..
::::
إعادة نشر  ٢٥/٥/٢٠١٩
---------------------------------
سبعة نصوص للشاعرة السورية كوثر وهبي Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 26 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.