نبيٌّ كذاب ...بقلم هيثم الأمين / تونس



أ مازلتَ
تقُصُّ خطواتك على مسامع الأرصفة
القليلة الحظْ
مثلكَ
و تحلم بمقعد يتّسعُ لشخصين
لتجلس عليه أنتَ
و أنتَ؟ !!
أ مازلت تلوّحُ
بذراعيك المبتورتينْ
لظهور لا تراكْ،
لضوء خافت يمدّ عنقه من نافذة بعيدة،
لأبواب موصدة كانت قد وعدتك
بالدّخول و بوجبة حُبْ
و للأطفال المنشغلين باللّعب
و تنتظر عناقاتك المؤجّلة؟ !!!
أ مازلت
تضحك كثيرا
و تسخرُ
من رجل، عالق في المرآة، يبتسم لك
كلّما وقفت أمام مرآة
و تسألْ:
متى سيكون هذا الرّجل السّخيف وجبة سريعة لموت ذاهب لمأدبة حرب؟ !!
أ مازلت تزيّن غرفتك بالأشباحْ
لأنّك
تخاف من النوم وحيدا
و تخاف من أن تقتلك جرعة صمت مفرطة؟ !
أمّا أنا
فمازلتُ...
و مازلتُ ألعق أصابعي كلّما جمعتني
بحبيبتي
قصيدة
و كلّما صافحتُ جثّة نبيّ لم يكن في مطبخه بنّ، كفاية، ليصنع قهوة و يسهرْ؛
مازلتُ،
كلّ ليلة،
أجلس في خيال هزّازْ
و أحوك من كبّة ذاكرتي خصيتين
ثمّ أدسّ منيّهما في رحم أحلامي علّها تنجب لي قصصا لا تعاني نهاياتها من اكتئاب حاد في المشي؛
مازلتُ
أهرش ظهر المسافات بعناوين خشنة
لتتساقط عنها خطواتي الضّليعة في الدوّار و في التّيه
و مازلتُ،
كنبيّ كذّاب،
أحرّف كلّ الأسماء
و أدعو قلبي لاعتناق الفراغْ.
نبيٌّ كذاب ...بقلم هيثم الأمين / تونس Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 مايو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.