بَرزَخُ الصَّوتِ والطّين ...بقلم ضياء الجنابي/ العراق
بَرزَخُ الصَّوتِ والطّين
شعر: ضياء الجنابي
نُواحُكِ المسكونُ بالخرافةِ القديمةِ
بدمعِ الزوابعِ الغابرةِ
جديرٌ بخرائبي.
حزنُكِ المسوَّرُ بأسيجةِ الطينِ المتصلصلِ
يليقُ بموتي.
كلانا أزليٌّ،
كلانا فانٍ
كلانا متنافران حدَّ التوحُّدِ
متوحّدان حدَّ النفور
منصهران حَدَّ الاندكاكِ والتماهي.
***
رتابةُ صمتِكِ المسجونِ في الفراغ المُحنَّطِ
تُماشي تمرُّدي في الهَزيعِ الأخيرِ من الرحلةِ
أظافرُ اشتهائي
تَهْتِكُ كِياسةَ السكونِ
تَفْتَضُّ بُكارةَ اللونِ العذريِّ
المنبثقِ من كُوَّةِ الحُلُمِ
المتعلِّقِ بحكمةِ الضوءِ
وَنَزَقِ الريحِ
الاغتلامُ المُتشرِّبُ حَدَّ الاكتواءِ برمّانِ الغوايةِ
يستدرجُني
لِبَرزخٍ يتبادلُ فيهِ الصوتُ والطينُ الأقنعةَ
***
الكلامُ المُصطلي بوحيِ الجمرِ
يبعثرُ شهوتي
في سرابِ الإغواءِ الذي ينشقُّ فيهِ الفجرُ عن فجرٍ
عن حرائقَ تنْبجِسُ من بياضِ الشبقِ
عن كوكبٍ مُلفَّعٍ بورقِ الغارِ
أَخيلةٍ ينزُّ مِنها دبسُ النارِ
فلا زوابعَ ترتَجُّ مِنها شِفةُ الأبدِ
سوى الهمهماتِ التي تندلقُ من لُجِّ صدرينا
عندَ تعطُّلِ اللغةِ
ولا صورةً تتجمدُ في بؤبؤِ الموتِ
سِوى سُلالةِ الطينِ
التي نفخَ فيها الحبُّ رُوحينا معاً
***
من ديوان
شهقاتٌ بحاجةٍ إلى الأوكسجين
بَرزَخُ الصَّوتِ والطّين ...بقلم ضياء الجنابي/ العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
17 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: