نهرك أنا..وأنت ضفافي ..بقلم الطيب صالح طهوري/ الجزائر
نهرك أنا..وأنت ضفافي
- من مجموعتي الشعرية
( أغنيك في كل ليل وفي كل نهار)
يقول العصفور: لا ماء في النهر..
تقول رفيقته: لا أشجار على ضفافه..
ويواصلان طيرانهما نحو البعيد البعيد..
حزينين يرحلان..
أنظر..
لا ورد في كفي..
لا خطى في قدمي..
أجلس..يداي على الأرض هائمتان..
لا أراك هنا..ولا أراني هناك..
بيننا رمل شاسع الصفرة..
بيننا كهوف ملأى بالخراب..
أنفاق لا مخارج لها..
شعاب ملأى بالثعابين والذئاب والضباع..
بيننا آلاف القطارات والطائرات التي لفها الصدأ..
آلاف ناطحات السحاب التي لا سماء لها..
آلاف القصور الملأى بعظام الموتى
بيننا شواطئ تبكي..لا أطفال فيها..لا رجال..لا نساء..
فنادق نائمة في العراء..
حدائق صماء..
شوارع تغطيها الاوراق المتراكمة..
بساتين متعفنة الفواكه..
لا حياة اذن اسمع في هذا الفضاء اللولبيِ ..
ولا طريق تمد لي كفها..
ابكيك قليلا ..ثم أنهض..اقف..ألتفت إلي غريبا غريبا..
أراني وحيدا..
أراك وحيدة..
تتقدمين نحوي..
تفتحين ذراعيك لي..
باكية تحضنينني..
ثم..تبتسمين لي..تزرعين في شفتيّ غناءك البهيج..
تحفرين في عمق تربتك / تربتي...
نرى الماء ينز..
يتدفق صاعدا..
بعد لحظات تصيرين انت الأشجار..
وأصير انا النهر..
نتعانق ..
ونسيرمعا ..
دفقة دفقة نسير..
شجرة شجرة نسير..
.في اتجاه مدى بحرنا نسير..
ونصير الحياة هنا..
تصيرين انت حياتي..
أصير حياتك ، يا طفلتي ..
ونعطي العصافير أجنحة لتطير بنا في الحقول البهية..
في سهلنا الغجريِّ..
وفي غيم هذا المساء
***
نبدأ..
لن تسميني آدم..
لن أسميَك حواء..
شفتاك على شفتيَّ خرير دافئ..
ضفافي أناديكِ..
نهري تنادينني..
نهرك أنا..وأنت ضفافي ..بقلم الطيب صالح طهوري/ الجزائر
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
27 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: