أضاءة للناقد السوري /أحمد اسماعيل.. لنص الشاعر العراقي عبدالله حسين نوح حمام
حريق
في بيدر الحنطة!
مشهد هايكو عميق و غاية في الجمال
هنا نلاحظ كيف استطاع مبدعنا التقاطة مشهد طبيعي و تغليفه بمجاز بسيط حتى يتسم بالعمق الدلالي
وهذه ميزة الهايكو العربي عن الهايكو الياباني و غيره
فاللغة العربية تتسم بتعدد المعاني
فالسطر الأول فيه انزياح مدهش يتمثل بنواح الحمام
والنواح عادة يكون في مشهد فقد لذات تكون لها مكانة كبيرة في النفس
وهنا جعلها مبدعنا مرتبطة مع الحمام ليشير مبدعنا من خلاله إلى
أن الحمام يستخدم كمجاز لرسائل السلام
و وحين تكون مرتبطة بالنواح فهذا يدل على أن المصاب جلل
فبكاء الرسل دلالة على ضياع الرسالة التي يحملونها
لكن كيف يكون ذلك
هنا حرفية فناننا حين ربط فكرة نواح الحمام بالدهشة و ذلك من خلال السطر الثاني الذي اكتفى به بكلمة واحدة تختزل عمق الألم
وهي الحريق
هنا المشهد يتميز لتكثيف عال كان الهدف منه جعل الموسيقى التصويرية للمشهد مستعرة بالتساؤلات
لماذا ينوح الحمام من مشهد الحريق
ماذا كان يحمل في جعبته حتى هطلت مشاعر الحزن منه بهذا الشكل الكبير
وحتى يزيد عامل الدهشة يجيب عل استفسارات الأسئلة
بسطر ثالث عميق أكثر بدلالاته
فالحريق في بيدر الحنطة
و الحنطة هو ما يقتات عليه الحمام
هذا المشهد هو مشهد طبيعي يمكن أن نشاهده في الطبيعة و الواقع
لكن تأملنا عمق الفكرة فإننا نجد أن الحمام هي كل ذات تعشق الوطن وتضحي من أجله بكل ما تملك
و بيدر الحنطة هو الوطن
و الحريق هو الحرب
فهنا يمكن لنا أن نتأمل المشهد بلذة أكثر حين نعرف أن مبدعنا كان يبعث من خلال المشهد أوجاعه التي لايكفيها حتى النواح فالحرب أدت إلى خراب في كل مكان اشتعلت فيه و قضت على الأخضر و اليابس
نص مدهش والتقاطة غاية في الجمال
بقلمي أحمد اسماعيل / سورية
محبتي و طوق ياسمين
أضاءة للناقد السوري /أحمد اسماعيل.. لنص الشاعر العراقي عبدالله حسين نوح حمام
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
09 مايو
Rating:
ليست هناك تعليقات: