عالم وغد جدّا ...بقلم هيثم الأمين / تونس
ـــــــــــــــــــــ
هذا العالم وغد جدّا
و لا أظنّه يحبّني؛
إنّه يفضلّ رأسي
محشوّة بالشكولاتة مع الكثير من حبيبتي
على فطور الصّباح
و يحبّذ عينَيَّ متبّلتين بالكثير من الحزن
كوجبة خفيفة على العشاء
حتّى يحافظ على رشاقته فلا يسخر أحد من سلامه المترهّل.
هذا العالم وغد جدّا
و أظنّه يكرهني؛
يجلسُ كلّ مساء،
بعد عودته من العمل،
في حانة رخيصة
ليحتسي الكثير من الأحياء الفقيرة
و يثرثر عن آخر حرب،
تعاني من الشّبق،
ضاجعها على فراش
صنعه نجّار ثريّ
بحرفيّة مذهلة
من خشب سلام كان يغطّي سماء قرية هادئة
و كيف أنّه اخترع،
لأجلها،
وضعيّة جنسيّة مبتكرة جعلتها تقذف الكثير من الجثث عندما بلغت شهوتها
و هو يتلمّظ شفتيه الغليظتين
و يعبث بقضيبه المنتصب
و يلتهم الكثير من أصابعي المملّحة
و يشتم،
ببذاءة،
الرّجال المسالمين الذين يضاجعون أراضيهم لينجبوا منها ذريّة لا تصلح للأكل.
هذا العالم وغد جدّا
و يكرهني؛
يتّخذ من صدري طريقا ليعود من الحانة الرّخيصة،
يعود مترنّحا و هو يغنّي،
بصوت قبيح،
كلّ الأغاني التي علّمتها له الحروب و الموت
و يتبوّل على طول صدري.
هذا العالم وغد جدّا
و يكرهني جدّا؛
يتناول عينيّ المتبّلتين بالحزن،
يأمرني بالرّقص
و قبل أن أنام
يغتصبني
و يقهقه
و أبكي
و يقهقه
...
عالم وغد جدّا ...بقلم هيثم الأمين / تونس
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 يونيو
Rating:
ليست هناك تعليقات: