)من عينيَّ تَفِرُّ اليَمامة) و نصوص قصيرة أخرى للشاعرة المصرية نجلاء حسين



(من عينيَّ تَفِرُّ اليَمامة)

لم تعدالعلامة  في يدي
ولا  فوق كتفي هاجس
لم أعد أتسلل
 لأفاضل بين الصخور
أجلس بانتظار هذر يسوقه الضوء
جله سراب وبقيته غبار يجثو فوق ركبتي
ما عدت اسرد الوقت في الطرقات
أبحث عن وجهة

الأيام تحايل  الأرصفة
خلف خطا القادمين و الراحلين
 على حد سواء
 لم  تأت فراشات
ولا أطواق للشِّعْر فوق أجنحتها
 ولا عصافير
 تنفِضُ عطشها فوق نافذتي
النهر غريبٌ
والسماء غمام ممتد
من عينيَّ تَفِرُّ اليَمامة
===================

فوق حدود الرقعة التي لاتعدو سوى اريكة
ووسادة أدين لها بكثير
توقفت
عند مشارف  الجمل
 نهاية وبداية
توقفت عن الانتظار
الجغرافيا لا تكترث للضلع الذي يقف ناشزا
بين جهتين
ولا للحظة أبدو فيها شاردة
 بين أصابع التجربة
أتأمل المعنى في
 الحلم
الموت
الحب
توقفت
======================


عالق منذ البداية
لا يفطن لكونه مجرد
سطر عريض تتكيء فوقه
كل الملابسات
كالوحدة والضلوع في مواجهة الانكسار
تقديم الأضحيات
السقوط
الغصن الذي جرد نفسه
من الخوف
الموت
 الأشياء التي تلاحقه
 تستهين به
يستهين بها أيضا
====================
لم أعد  أتصنع المبررات
 تمضي الكلمات في سلام

 فاض الدفء من يديَّ
أتحسس موطنا للبرودة

ال (آه) لا ظَهْرَ لها

في يوم قديم
قادني العطش
نحو  مرايا مشوبة بالعناكب
 بالتواريخ المعادة
والأسئلة المهملة
=======================

لامجد  من فوق الأسفلت

من يمضي عمره تحت أشجار السدر
 يجمع ثمارها حفنة حفنة
 لا مجد له  سوى
  في الشقوق
في حفاء الذاكرة

المجد لهؤلاء
لمن تضوع خيالاتهم في الرؤى
في الملح المضرج باجسادهم
المجد للطين
 لنبيذ الشجعان
القادمين قبل الشمس
يسبقونها بانفراجة
فوق وجوههم
يصحبونها
تحت جلودهم
فوق اكتافهم
متشبثين بعنق السماء
المجد  لهم
===================


نهاية حمقاء
تطل من الساعة
ممسكة بفنجان
بيدها الأخرى توقد شمعة
 فوق جبينها  يبدأ العد
في كل بقعة تغرس حبلا

للشمس التي تمضي بحرقة أبناء
يختبئون في كف
في زركشة الوجوه
 في وشاح كثيف
 خلف ورقة التوت
 يتلاشون في الظل
يرحلون في الشقوق
يورقون في مقلمة سوداء

بيده  التي اوقعتها
تواصل الأرجوحة...

صحتك من صحة كلبك
هكذا تقول التجربة
===================

أمضي بعيدا غير عابئة
يبدو ذلك مخالفا لبروتوكولات المصادفة
 ما تبدد من وقت في توثيق
إصرار قطرة الماء على السقوط
 أحاول التملص منه بحجج معادة
كالوقت
الوقت الذي لم تعيره التفاتا
لأجل أن تمضي نحو الأثر ذاته
دون أن تفهم معنى المثابرة
حيث هناك من يراقب سعيها بين وجهتين
كي يرضخ في النهاية
لنفس الفكرة
 مصادفة غير عابيء.
====================

أفكر ببطء

قد تنزلق  في بئر
ألن يبدو غريبا بعض الشيء
 أن رأسي  لا يواكب فكرة كونه فارغا
برغم أن الجميع في نهاية المطاف
 يتطلعون إلى النصف الممتليء
 ليس باستطاعة أنف الصمود سوى لدقيقتين
 أمام حرارة الحساء الذي يوشك أن يصبح باردا
أفكر ببطء
بذات الكيفية التي تبدو باهتة
 بين ذئب وامرأة
=====================

{حَكَّة......}

كلما هممنا بالعبور لاحت  المأساة 
الثقاب  لايشعل فتيلا
العفاريت مصابة بحكة.
 تتصاعد أبخرة
رائحة لحم مقدد،
 فوق العراء
 يتدحرج كرز أحمر
..........

الشجر دون ظل ،
العطن ينبت من فرط  الخوف
برق وميض
كل الأقمار سقطت في البئر.
حيث عظامي الناتئة تحت جدار
=====================

من فكرة تلتصق بي
أحاول التخلص
 عند الحافة تغادر سريعا
خلفي ذلك التيه
تتقدم السماء نحو النهاية
 في قلب التردي
الأرض  تمارس لعبتها
تركلها  نحو الفضاء
مرة أخرى نحو الفكرة ذاتها
====================
)من عينيَّ تَفِرُّ اليَمامة) و نصوص قصيرة أخرى للشاعرة المصرية نجلاء حسين Reviewed by مجلة نصوص إنسانية on 17 يونيو Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.