انتهى العرضُ...بقلم عامر الطيب / العراق
انتهى العرضُ و اتجهتُ إلى الكواليس
لأجدك مسترخيةً، أنت لا تحبين أحداً هنا
لكنك في الفيلم كنت تفضلين الحديث معي
و تقبيلي و مواساتي أحياناً.
سألتكِ
لم لا نكمل الفيلم معاً
على نفقتنا؟
ثمة مغامرة تغير العالم،
يمكنني أن اكتب النص
و أخرج المشاهد بنفسي
لكنك كنت سائحة حزينة
عرفت أنك ستبكين لأن
حياة المرء الوحيدة تحترق في الكواليس
لتضيء حياته الأخرى في الفيلم!
♤
في الكتاب المفقود
فصل صغير عن حياتي، عرفتُ بذلك من خلال
حدسي
كأني قرأتُ الفصل الذي
يلهمني به حبك الأذى و الضغينة و الشغف
ثم أبذل جهداً
لتكوني مطمئنة معي
مع أن ذلك يبدو صعباً
فكل حب يستدل على طريقه
في زاوية معتمة
و هكذا كدنا أن نعيش نهاية بشعة
لو لم تكن الصدف طيبة
فيُفقد الكتاب
و يخلص الفصل!
♤
أحبك أيها الميت
لم تعط دروساً للأحياء بحكمة مفرطة ،
لملمتَ نفسك و رحلتَ دون
أن تشرح لنا القواعد الأربعين للموت
من قبيل
على المرء أن يموت واقفاً مثل الشجر
أو متخفياً مثل الفقاعات
أو مندهشاً مثل الطيور
أو ساخراً مثل الاسماك
أو مأساوياً مثل الأساطير
أو عادياً مثل الأطفال
لقد فعلت الأمر بعفوية تامة
أعني أنك مت كما لو أنك نسيت أن تطلب
منا صورة جماعية
للذكرى!
♤
لماذا لا تردين على اتصالاتي؟
- لقد كنتُ أبدل ملابسي،
في المرة السابقة التي أجبتُك بها
لبستُ جورابي بالمقلوب
فتهامستْ الفتيات
في الحفلة
قلن لا بد أنها وقعت في الحب .
سمعتُ ذلك بنفسي
هذه المرة يجب
أن تكون متفهماً، أرجوك .
علي أن ألبس جوراباً بطريقة سليمة
لئلا يقال أنه حب رتيب
جعلها تلبس الجوراب ذاته
للمرة الثانية بالمقلوب!
♤
الحب مثل لعبة تصويب
نيشان صغير
في دائرة ملونة
تبدأ بتصويب السهام بمنتهى الحماس
ثم بلا مبالاة
ثم بملل رهيب
ثم بغضب عارم
و عندئذ
تصيب النيشان صدفة
فتبتهج معتقداً أن سعادتك الآن
لأنك فزتَ
و هي في الواقع لأنك
تخففتَ قليلاً من الغضب !
♤
أحب العالم يومياً
بطريقة طريفة لئلا يسخر مني.
أغني مع نفسي و أسلم على أحبائي
مضت حياتي على هذا النحو
و ستمضي بهذا النحو دائما
أعيش بطمأنينة تامة
و تلك هي حكمتي العالية الآن
تعني الطمأنينة
أن أتنفس بقدر كاف
عندما أعرف إن ثمة هواء زائد في المدن
و أفعل الأمر بحذر
عندما أصادف أخبار الذين يختنقون
في الصحف!
♤
ليست ثمة حياة لأخسرها
بعد أن وجدت نفسي مريضاً
بالكاد أحرك عيني لأرى
من يسندني؟
بالكاد أتذكر المدن التي طوفتها
النساء الميتات اللواتي قمن من أجلي
الرسالة الصغيرة لعابر
لا أعرفه.
بالكاد أتذكر شجني
و موتي
لقد جربت موتي مراراً
لكنها الأخيرة التي سأموت
قاصداً أن يتم نسياني بالكامل ،
أن تمحى شاهدة قبري،
و يتلف قلبي
مع أنه معدن أليف يمكن أن يعلقه المنسيون
جرساً على الباب!
♤
كان يمكن أن أكون هناك
في الغابات العالية
مثبتاً عيني على آخر الأفق
معرضاً بشرتي للهواء البارد
و قدمي عظمتين في جريان النهر.
كان يمكن تكون لي حياة منمقة
مع حيوانات صغيرة و طيبة
لا نصنع كلاماً غامضاً
لنشرح حاجاتنا
من أجل الأبدية تعرفنا على المجرات كلها
فمن أجل الحب نتعرف على الغابة فقط !
♤
كان حلمها أن يصير لها حمامها الخاص
لتغني كما ترغب
"حمام في مكان قصي
لأرفع صوتي عارية"
لا بد أنه حلم لا يتحقق إلا وأنا ميتة
وحيدة و عارية في التابوت
أغني لكن لا أحد
ينتبه
أو لا أحد يهتم بكلمات أخيرة
من قبيل:-
فلنكن مرحات أيتها النسوة
ندع الرجال يذهبون جميعاً إلى الجنة
و نشقُ طريقنا إلى الحمام!
عامر الطيب
انتهى العرضُ...بقلم عامر الطيب / العراق
Reviewed by مجلة نصوص إنسانية
on
02 يوليو
Rating:
ليست هناك تعليقات: